SME-بقلم/ محمد الجوكر
أثار حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس 2024، جدلاً واسعاً في فرنسا وخارجها، وخلّف ردود أفعال مختلفة عن مستقبل «الصراع البشرى»، وسقوط الرياضة إلى الهاوية، برغم أهميتها في تقارب الشعوب والأمم، فأهم أهداف الرياضة هي البناء الأخلاقي والسلوك الإنساني، بعيداً عن الإسفاف، وهو ما دفع الأمم المتحدة قبل سنوات، لعقد اتفاق مع اللجنة الأولمبية الدولية، بهدف التعاون من أجل السلام، إيماناً منها بأن الرياضة إحدى أدوات نشر الثقافة والقيم، ولها ارتباط وثيق بمنظومة القيم الحضارية، والابتعاد عن التشنج والتوتر بكل أشكال التعصب والعنصرية والكراهية، لأنها رياضة تعتمد على التسامح بين الشعوب.
فإذا كان العالم يريد نجاح الأحداث الرياضية الكبرى، فعليه التوجه نحو قارة آسيا، فالكوريون واليابانيون وقطر، حققت نجاحات كبيرة في التنظيم الرائع، تذكره المشاركون هذه الأيام في أولمبياد باريس، حيث لاحظوا الفرق كبير في ما حققته قطر الشقيقة، عندما قدمت نسخة متفردة من المونديال.
وأصبح هذا النجاح السبب الأول في الانتقادات التي تتعرض لها دورة باريس. ونتوقع نجاحاً مماثلاً، عندما أعلنت الشقيقة السعودية بطلب فيفا بإسناد تنظيم كأس العالم 2034، وسط ترحيب عالمي بالطلب. وهذا يدل على أن منطقة الخليج العربي باتت رائدة في التنظيم الناجح.
فقد شهد أولمبياد باريس ارتباكاً على غير العادة، أبرزه بعض فقرات حفل الافتتاح، التي أثارت حفيظة العالم، بل إن اللجنة الأولمبية الدولية، حذفت الفقرة «إياها» من موقعها الإلكتروني، لمخالفتها الميثاق الأولمبي، لأن المنظمين لم يحسنوا التعامل مع الحدث، وأخرجوه عن نطاقه الرياضي، وألبسوا بعض عروضه طابعاً أيديولوجياً وسياسياً!!
واشتكى الرياضيون المشاركون حالياً في باريس، من نقص الغذاء والأسرة الورقية، والغرفة غير المكيفة، في درجات حرارة تتجاوز الـ 30 في القرية الأولمبية، ما أثر في قيمة ومكانة المناسبة الرياضية العالمية الأكبر، التي تتكرر كل 4 سنوات!!.. والله من وراء القصد