عن المنتخب المغربية-بقلم/ بدر الدين الإدريسي
إستغلت صحيفة «ماركا» الإسبانية، لقاء جمع بين جياني إينفانتينو رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم وفلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، لتجتهد في إيصال معلومة لم تتأكد حتى الآن، بل إن حظوظ تحققها في الآجال الزمنية القريبة ضئيلة جدا، إن لم تكن منعدمة.
تقول المعلومة، أن الإجتماع ذاك، ناقش استضافة ملعب سانتياغو برنابيو قلعة نادي ريال مدريد الذي جرى تحديثه مؤخرا، للمباراة النهائية لكأس العالم 2030، التي يشترك المغرب مع إسبانيا والبرتغال في تنظيمها، وانتهت الصحيفة إلى أن الأمور حسمت، وأن ملعب الريال هو من سيحظى بشرف استضافة المباراة النهائية لمونديال 2030 التي ستعلن عن بطل العالم الجديد، بينما الأمر ينحصر في أن ملعب سانتياغو برنابيو الذي يوجد في حوزة ريال مدريد، ويمثل للنادي الملكي مصدرا للدخل، باعتباره مسرحا لمباريات الريال وللعديد من الفعاليات الفنية والثقافية، هو من الملاعب المرشحة لاستضافة كأس العالم 2030، ويحتاج الفيفا من ريال مدريد تفويضا لاستغلال الملعب، على غرار كل الملاعب التي ستكون مونديالية، خلال مدة زمنية تصل إلى 3 أشهر، قبل وخلال إجراء نهائيات كأس العالم 2030.
وما كان يجب الإنسياق بالكامل وراء هذا الإجتهاد الإعلامي، من صحيفة «ماركا» الموالية لنادي ريال مدريد، والتي لا تتوقف أبدا عن الجزم بأن نهائي كأس العالم 2030، سيقام بملعب سانتياغو برنابيو الذي أصبح من أيقونات الملاعب العالمية بعد التحديثات التي أجريت عليه، لأنه ببساطة، ملعب النهائي لم يتم الحسم فيه من قبل اللجنة المختلطة، المغربية، الإسبانية والبرتغالية، ولا أي من الملاعب المرشحة من الدول الثلاث لاستضافة المباريات المونديالية، وقد أكدت هذه الحقيقة البلاغات الصادرة عن اللجنة المختلطة في أعقاب إجتماعات عقدتها، الخميس والجمعة الماضيين بمدينة أكادير.
وجاء الرد على ما إدعته صحيفة ماركا باغة الجزم، ولجنة الترشيح المشترك، تؤكد أن لا قرار نهائي صدر حتى الآن بخصوص عدد الملاعب وتوزيعها الجغرافي وحتى عدد المباريات التي سيستضيفها كل بلد من البلدان الثلاثة التي يعود لها القرار النهائي بهذا الخصوص، ولن تتدخل الفيفا في موضوع ملعب النهائي على وجه الخصوص إلا في حالتين..
الأولى، إن لم يتطابق الملعب المعروض مع المعايير الموضوعة من قبل الفيفا بخصوص ملعب النهائي الذي تختلف ضوابطه وتحملاته عما عداه من الملاعب المونديالية.
ثانيا، إن حصل خلاف بين الدول المشتركة في التنظيم.
ومثلما أن إسبانيا ترشح ملعب سانتياغو برنابيو بمدريد لاستضافة نهائي كأس العالم 2030، فإن المغرب يرى أيضا أن ملعب الدار البيضاء الكبير، الذي انطلقت الأشغال ببنائه، والذي سيكون ثاني أكبر ملعب في العالم بسعة تصل ل115 ألف متفرج، سيكون مرشحا بقوة لكي يستضيف المباراة النهائية، وكما قال السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2030، فإن المغرب لم يحسم أي شيء بهذا الخصوص، و«المغرب يملك كل الحجج الكافية لينال ما يريده».
وما يدحض كل إدعاء، تم الترويج له، من أن ملعب نهائي كأس العالم، سيحدث شرخا في منظومة اشتغال لجنة الترشيح المشترك، بل وقد يحدث زعزعة في منظومة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، والتي يفيد التنظيم المشترك لكأس العالم 2030، بأنها بلغت أعلى درجات المتانة والتماسك، أن اللجنة تشتغل بتناسق كامل بين مكوناتها في أجواء تطبعها روح المسؤولية، رهانها الأكبر هو أن تهيء كل الظروف لتكون النسخة المحتفية بمائوية كأس العالم مثالية ونموذجية وتاريخية بكل المقاييس، لذلك فإن اللجنة تترك القرارات الحاسمة والمرتبطة بالمونديال، تطبخ على نار هادئة، بعيدا عن المزايدات والإجتهادات الإعلامية التي تروم إلقاء الضغط على أصحاب القرار.
ما هو اليوم مجدول في رزنامة الترشيح الثلاثي لتنظيم مونديال 2030، أن اللجنة اقتربت من تهييء «دفتر الترشيح» « bid book »، الذي سيكون نهاية شهر يوليوز آخر موعد لوضعه لدى الفيفا، التي سيتحرك خبراءها نحو الدول الثلاث في الثلث الثالث من العام الحالي، في زيارات ميدانية للمعاينة، على أن يتم نشر تقارير المعاينة نهاية السنة الحالية، وقد أخذت الفيفا علما بجدية العمل الذي تقوم به لجنة القيادة الثلاثية، بمنأى كامل عن بؤر «الشيطنة الإعلامية».