عن المنتخب المغربية-بقلم/ بدر الدين الإدريسي
مؤكد أنني لن أشكك مطلقا في صدقية التبريرات التي قدمها باتريس موتسيبي رئيس الكاف، للتسويات الكثيرة التي طالت الإعلان عن التواريخ النهائية للنسخة 35 لكأس إفريقيا للأمم، التي نال المغرب شرف تنظيمها، وهو أكثر طموحا لمطابقة انتظارات الأفارقة، بتنظيم نسخة مثالية وغير مسبوقة، تعلي مجددا هامات الأفارقة وسط الأشهاد.
لا حاجة إذا، لإطالة العتاب على مشهد الإرتباك، فالكاف بيت مشروخ، والإصلاح يقتضي زمنا مقدرا يحتاج لكم كبير من الصبر، والكاف إلى اليوم حائط قصير، لا يأبه به الآخرون، وتحتاج إطالة الجدار والأظافر مزيدا من الجرأة ومن الشجاعة لكسر عادة الإنحناء، لكنني وقد أوجدت الكاف في إطار ما أسماه موتسيبي بالتوافقات، تاريخا غير مسبوق لكأس إفريقيا للأمم التي تعود للمغرب، بعد أن غابت عنه لمدة ناهزت 37 عاما، أجدني مثل كل المغاربة متسائلا عن مدى إيجابية وسلبية هذا التوقيت، الذي سيجعل عمر النسخة الخامسة والثلاثين ممتدا لعامين.
لتحديد حجم ما هو إيجابي وما هو سلبي، في تنظيم نسخة المغرب بين 21دجنبر 2025 و18 يناير 2026، وجب التفريق بين ما هو رياضي وما هو إستراتيجي في تنظيم المغرب للمونديال القاري، قبل خمس سنوات أو أقل من تنظيمه بمعية إسبانيا والبرتغال للمونديال الكوني، وغاية المغرب بطبيعة الحال، أن يسعد إفريقيا برمتها بكأس قارية تضاهي في جمالية الإخراج والصنعة كأس أوروبا للأمم، كما أن من رحم تلك الغاية، تولد الغاية الأسمى، وهي أن يسعد المغاربة برؤية أسودهم يرفعون هذه الكأس الإفريقية للمرة الثانية بعد الأولى التي مر عليها اليوم 48 سنة.
ولئن أحبطنا التوقيت الذي اختارته الكاف ل«كان المغرب»، وقد كان التاريخ الوحيد المتاح لتنعقد الكأس الإفريقية في سنتها أي 2025، بعد أن إلتهمت الفيفا صيف 2025، بفرضها للنسخة المحينة لكأس العالم للأندية، لئن أحبطتنا هذه النافذة المتبقية، بسبب أن المغرب كان يرى في تنظيم المونديال الإفريقي صيف 2025، أحد أكبر ضمانات النجاح التنظيمي والجماهيري، فإن تحويل الكان إلى شتاء 2025، يمكن برغم المؤثرات المناخية، أن يساعد على إخراج بطولة رائعة وجذابة تقنيا، بالنظر إلى أن اللاعبين سيكونون وقتها في قمة لياقتهم البدنية، وتلك خاصية يمكن أن تساعد أسود الأطلس على تحقيق رجاء المغاربة، بأن تأتي كأس إفريقيا إلى المغرب ولا تبرحها.
إن تأخير كأس إفريقيا للأمم، ستة أشهر عن موعدها الذي كان مرتقبا، سيساعد المغرب لا محالة على ربح مساحة زمنية، سيصرفها في تجويد الرافعات والدعائم، للوفاء بالوعد، وعد تنظيم مونديال إفريقي ولا في الخيال، إلا أن جوهر الحلم الأمل، أن يصل الفريق الوطني لشهر دجنبر من عام 2025، أي بعد 18 شهرا، وهو بأتم جاهزية ليخلد هذه النسخة كرويا في ذاكرة المغاربة والتاريخ، بالفوز باللقب، تماما كما سيخلدها التنظيم الجامع المانع في ذاكرة الأفارقة، ليجعل منها نسخة مثالية وغير مسبوقة.