SME-بقلم/ على الباشا
تباين العمل التطوعي في أنديتنا الرياضية بشكل كبير بين أواخر القرن الفائت وبداية القرن الحالي، وحيث كان المتطوعون بداية يديرون هواة، وحاليا يديرون على الاغلب محترفين؛ والفارق كبير بين ادارة الهواة وادارة الاحتراف، والنتائج المترتبة على الخلط تؤدي الى ترجيح كفة السلب على الايجاب.
} قلة حاليا من العاملين تطوعيا في الحقل الرياضي النادوي يملكون ذات الحماسة والقدرة التي تمتع بها المتطوعون الاوائل؛ والذين يبذلون جهدا كبيرا ووقتا ثمينا في الاشراف والمتابعة على الفرق الرياضية والمتابعة الادارية، ومن دون ان يتحصلوا على مقابل مادي نظير ذلك بل لا يسمعون كلمة شكر من اقرب الأقربين إليهم.
} في السابق كان المتطوعون المتميزون من الكثرة؛ بحيث ترى الساحة النادوية ثرية بأولئك الذين يكون عطاؤهم النادوي على حساب عملهم الرسمي وعلى مسؤولياتهم العائلية، بل يدفعون من جيبهم الخاص لتسيير أمور فرقهم الرياضية؛ ومن عاش تلك الحقبة يمكن ان يعيش تفاصيلها وبكل حلاوتها!
} الساحة حاليا لا تخلو من المتطوعين في العمل الرياضي النادوي، ولكنها (تغص) بأولئك المتطوعين الساعين وراء مكاسب مادية، او حتى البحث عن شهرة (زائفة)، واحيانا تكون على حساب ما يقومون به من عمل، ولكن تبقى دقة العمل والعطاء الحقيقي عند أولئك (النفر) الذين يغريهم العمل التطوعي (النقي)!
} بالتأكيد في ظل وضع (الاحتراف) الذي نعيشه حاليا، وفي ظل اقتصار عمل الاندية على الرياضة من الصعب التعامل مع المحترفين من مشرفين وفنيين ولاعبين من غير وجود اداريين محترفين بشكل مباشر معهم؛ ولكن من دون ان نخلي الساحة من الاداريين المتطوعين، الذين لايزال التطوع (يعشعش) في أذهانهم.
} عملية الانتقال بين الوضعين تتطلب دراسة جذرية من قبل المسؤولين في الهيئة العامة للرياضة لأن (نقاء) السابق يجب ان يغرس في القائمين على العمل الاداري حاليا من المخلصين؛ بمقابل يعوض ما يبذلونه من جهد، لينعكس إيجابا أكبر على ذلك العطاء (النقي)؛ الذي يفوق أي دورات دراسية وتدريبية!