عن المنتخب المغربية-بقلم/ بدر الدين الإدريسي
إن كانت كرة القدم الوطنية، قد قلدت منذ عقود من الزمن، الوداد الرياضي أمانة تشريف الوطن في المحافل الكروية الإفريقية، إسوة بالأندية المطوقة هي الأخرى بهذه المسؤولية الثقيلة، فما أخطأت كرة القدم الإختيار، لأن الوداد كان دوما للأمة ركبا يسير نحو القمة، فريقا يقف شامخا في وجه المحن، فريقا يفاخر بمغربه على مر الزمن.
هذا الوداد دعي لكي يكون سفيرا لكرة القدم المغربية، في أول نسخة للدوري الإفريقي، فكان بالفعل جديرا بالثقة، وبرغم ثقل الأمانة، فقد تحملها بجلد كبير، وهو اليوم على بعد خطوة واحدة، من كتابة فصل جديد في تاريخ مفاخره، عندما يلعب الأحد القادم ببريتوريا فاصل الإياب للنهائي الحلم، مستفيدا، بل ومتحصنا بفوزه الصغير، هنا بالدار البيضاء بهدفين لهدف.
نستطيع أن نقرأ هذا الفاصل الختامي للدوري الإفريقي، الذي يمثل الوداد أحد ضلعيه الذهبيين، باستحضار الفوز ذهابا على ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي بهدفين لهدف، من زاويا كثيرة، فقد نرى في استقبال الوداد لهدف في مباراة الذهاب هنا بمركب محمد الخامس، غيمة نشازا تعكر صفو الحلم، طبعا بالنظر لما يتمتع به ماميلودي من قوة دفع رهيبة كلما لعب على أرضية لوفتوس فيرسفيلد ستاديوم، هناك ببريتوريا، وقد نرى في استنساخ الوداد لذات الطريقة التي تدبر بها مباراة العودة أمام الترجي الرياضي بتونس، شروعا في الإنتحار، وقد نتجاوز هذا وذاك، ونرصد للوداد فجوات تكتيكية منها يمكن أن يمر الإعصار الأصفر والمدمر لماميلودي، لكن ما لا يمكن أن نختلف عليه، أن الفرسان الحمر سيقبلون الأحد القادم على مباراة العودة بشكيمة عالية وبطموح كبير لكتابة التاريخ، تماما كما هي عادتهم، لذلك لا نستبعد أن نرى للوداد أجنحة من نار تحلق لصد الإعصار، وقد نرى له خراطيم تطفئ النيران وقد نرى له قلبا مربوطا لا يهتز تحت تأثير أي عوامل خارجية، وإن كنا موقنين أن أشرس تلك العوامل الخارجية والمفتعلة، لن نجد لها أثرا في المباراة الحاسمة، لما يتمتع به جمهور ماميلودي من روح رياضة عالية.
وإن كان الوداد يسافر لملعب يعرفه حق المعرفة، إذ منه انتزع شهر ماي الماضي تأهله للمباراة النهائية لعصبة أبطال إفريقيا بتعادله الإيجابي أمام ماميلودي (2ـ2)، وهو حامل في زاد السفر، فوزا بفارق هدف واحد ومستقبلا لهدف في مرماه، ومفتقدا لعميده وقائده وملهمه يحيى جبران، الذي جنت عليه الكرة التي ارتطمت بيده في مباراة الذهاب، فإنه يدرك حق الإدراك، أن حسم فاصل الإياب بالنتيجة التي تضمن له التتويج بلقب أول نسخة للدوري الإفريقي، يحتاج إلى مقاربة تكتيكية بالغة الذكاء وإلى تدبير غاية في الإتقان وأيضا إلى التحصن ضد الأخطاء المجانية والتي غالبا ما تكون ضرائبها باهظة، لكون نادي ماميلودي صن دوانز يجيد التربص بالدفاعات الضالة والمعزولة عن باقي الخطوط.
ولن يكون هناك من سيناريو، أفضل من أن يشعر الوداد منافسه ماميلودي، على أنه آت إلى جنوب إفريقيا، لا ليدافع عن سبقه الصغير أو ليبحث عن تعادل بالأصفار، ولكن ليقتنص هدفا يقتل به المباراة، ولئن كنا موقنين من أن الوداد لا يعجزه التهديف هناك في بيرتوريا، في وجود لاعبين مميزين بل ومهاجمين ننتظر جميعا صحوتهم في اللحظة المفصلية، فإننا على ثقة من أن أفضل طريقة لاتقاء السيل الهجومي العرم لماميلودي هو تفادي التكوم في المنطقة الدفاعية، وتجنب كل الأخطاء على مستوى كل أنواع الرقابة، الرقابة الفردية والرقابة الجماعية ورقابة المنطقة، والحرص على إخراج الكرة من المنطقة الدفاعية بطريقة جيدة وسلسلة، تساعد على ربح معركة التحولات التي ستكون هي أم المعارك على مستوى وسط الميدان.
لا أحد بيننا، يقلل من صعوبة المهمة ومن ثقل المسؤولية، ولكننا جميعا واثقون من أن الوداد أهل لتحقيق حلمنا جميعا، بأن نرى فريقا مغربيا يصعد لأعلى منصات التتويج مقلدا بتاج البطولة.
ليفعل لاعبو وفرسان الوداد ما هو في استطاعتهم فنحن فيهم واثقون، وعلى الله التوكل.