بقلم / محمد الجوكر
تلقيت بمزيد من الحزن والألم وصدمة الفراق المفاجئ، خبر وفاة الأخ العزيز الزميل عبد الحي الشافعي رفيق الدرب لفترة طويلة في بلاط صاحبة الجلالة، أول من أمس، في وقت كان يستعد فيه للاحتفال بزفاف ابنته الصغرى، لكن القدر لم يمهله، ولقي ربه بشكل مفاجئ، وتلك هي إرادة الله ولا راد لقضائه، ولا نملك إلا أن نقول «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عبد الحي لمحزونون».
نعم الموت حق وهو الحقيقة الوحيدة في الحياة، لكن ألم الفراق قاسٍ وصعب، خصوصاً في أناس تركوا وراءهم لحظات ومواقف وحكايات وذكريات لا تنسى، تجعلهم رغم الرحيل عن عالمنا باقية في قلوبنا، إلى أن تأتي الساعة ونلحق بهم.
وأتذكر عندما التقيت زميلي الراحل لأول مرة في صحيفة «البيان» منتصف التسعينيات، بعدما تعاقدنا معه، للاستفادة من جهوده وخبراته وسيرته الناجحة في الصحف المصرية، وكذلك خلال عمله في صحيفة الشبيبة العمانية، وكان بالفعل عند حسن الظن به، كان دقيقاً لأقصى درجة في قراءة ومراجعة كل الموضوعات والتحقيقات والأخبار، المقدمة من جميع الزملاء دون تأفف منهم، حيث كان لا يترك شاردة ولا واردة من الأخطاء، بل كان يبدع في تنقية المواد ووضع العناوين المناسبة مهنياً والتي تتفق مع سياسة التحرير للصحيفة، ونتيجة لكفاءته وإخلاصه وتميزه استمر في «البيان» لسنوات طويلة قضاها وسط حب وود من جميع العاملين في كل الأقسام، خصوصاً وأنه كان خفيف الظل ضحوكاً لا يعبس في وجه أحد.
رحم الله أخونا «أبو ريهام»، الذي ترك العمل في الإمارات قبل ثلاث سنوات، وقرر العودة إلى مصر المحروسة حيث بلده الأصلي، كان إنساناً رؤوفاً حليماً، يتميز بصلة الرحم مع أسرته إنسانياً واجتماعياً، وقد حزنت وتألمت كثيراً كما هو حال زملائي ورفقاء الدرب وقدامى «البيان»، عند تلقينا خبر رحيله، وأخيراً أقول «وداعاً.. عبد الحي»، لن ننساك أبداً ما حيينا، ومهما كتبت وذكرت من مواقفك وذكرياتي معك، لن أوفيك حقك، ربنا يغفر لك ويرحمك ويسكنك الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله، ويصبرنا جميعاً ويصبر أهلك على فراقك، «وإنا لله وإنا إليه راجعون».