بقلم / محمد الجوكر
جاء تأهل منتخب الأرجنتين إلى نهائي كأس العالم عن جدارة واستحقاق، بعد أن نجح منتخب التانغو في استعادة هيبته وقوته وكشر عن أنيابه، ليظهر كما عرفه الجميع صلباً قوياً، برغم خسارته في المباراة الافتتاحية أمام المنتخب السعودي الشقيق.
فما قدمه ميسي ورفاقه أول من أمس أمام المنتخب الكرواتي أكد على عزيمة هذا اللاعب الأسطورة والموهبة الكروية على إنهاء مشواره متوجاً باللقب العالمي الكبير، وهو أهل لذلك كونه لاعباً ظاهرة وفناناً يقود أي فريق يلعب له لتحقيق الانتصار، فكيف إذا كانت هذه البطولة العالمية حلماً يراوده بعد أن تذوق شهد كل البطولات والألقاب.
أثبت ميسي بالفعل أنه نجم لا يتكرر، ظاهرة كروية تواصل إمتاع الجمهور، حتى من لم يشجع منتخب الأرجنتين وجد نفسه مبهوراً بما قدمه النجم الأسطوري، جاء ميسي إلى الدوحة من أجل هدف واحد وهو أن يختتم مسيرته الرياضية مع منتخب الأرجنتين بالحصول على لقب المونديال – وأظن أنه سيعتزل دولياً لو نجح في ذلك – فهو اللقب الوحيد الذي ينقص خزائن نجم التانغو بعد أن توج بلقب كوبا أمريكا مع منتخب بلاده، وحصل على العديد من الألقاب في دوري الأبطال مع ناديه السابق برشلونة، وكذلك الألقاب الفردية التي تعددت في مسيرته المليئة بالكرات الذهبية.
أكد المنتخب الأرجنتيني أول من أمس أن كرة القدم، تحفل بالدروس والعبر، وقد استفاد لاعبوه من الدرس الأول، والذي كان بمثابة دش بارد نزل على رؤوسهم ليفيقوا ويرفعوا شعار بلادهم عالياً تحت سماء الدوحة، بل أصبحت أغانيهم التي يرددونها قبل وبعد المباريات وفي الأسواق الشعبية بقطر مثل سوق واقف وغيره تميز المشجع الأرجنتيني من خلال أهازيجهم المتحدية، والتي تؤكد للجميع أن الكرة الأرجنتينية لا تزال قوية في ظل وجود قائد للمنتخب من نوعية ميسي، والله من وراء القصد.