بقلم / محمد الجوكر
لا أخفيكم سراً فقد حزنت لخروج منتخب البرازيل من كأس العالم، بعد أن سقط «جسر نيمار»، الذي ظل في الملعب يبكي بحرارة لأن زملاءه حرموه من استكمال المشوار والبقاء في المونديال، فقد كان البرازيليون قاب قوسين أو أدنى من الفوز قبل اللجوء إلى الركلات الترجيحية من نقطة الجزاء، التي حسمها الكروات، الذين استطاعوا أن يفرضوا أسلوبهم في المباراة.
وينفذون تكتيك مدربهم الذكي زلاتكو، الذي عرفناه عندما درب فريق العين في الفترة من 2014 إلى 2017، فهو من المدربين القلائل الذين يجيدون أساليب متنوعة، واستطاع أن يقود فريقه إلى هذه المرحلة، ونستغرب من بعض المحللين الذين وصفوه عندما كان يعمل مدربا هنا بأنه مدرب لا يجيد أساليب التدريب ويصلح فقط للمراحل السنية!
فهذه نماذج للنقد غير المسؤول، ونبارك لزلاتكو هذا الانتصار الرائع، ولا شك أن البطولة خسرت البرازيل، فهذا الخروج الحزين يعطينا دلالة واضحة أن الكرة تعطي من يعطيها ولا تعترف بالأسماء، ويبدو أن المفاجآت مستمرة، وكذلك الحزن بسبب خروج منتخب البرازيل، وابتعاده عن منصة التتويج لأكثر من عشرين عاماً، فهذا البلد يعيش أهله وينامون على كرة القدم، فهي أسلوب حياة بالنسبة لهم.
ولكن هذه كرة القدم تحزن وتفرح، فمثلما حزنا لخروج البرازيل فرحنا لبقاء الأسطورة وجوهرة كرة القدم ميسي، الذي يمشي ملكاً مع رفاقه، ولا تزال جماهير المونديال تنتظر الكثير من النجم العالمي الكبير الذي حقق أرقاماً قياسية عدة.
حيث تتحول أنظار العالم إلى هذا الداهية الذي يتطلع إلى تحقيق لقب طال انتظاره بعد أن شبع من كل الألقاب الفردية في مسيرته الرياضية، التي كادت أن تقترب من نهايتها على المستوى الدولي، لأنه – من وجهة نظري – لن يستطيع اللعب في بطولة كأس العالم المقبلة بعد أربع سنوات، أكتب هذه الزاوية قبل انطلاقة مباراة الأمس، ونتوقع الكثير في واحدة من أهم وأشهر وأغرب وأعجب بطولة كروية تقام على وجه الكرة الأرضية، وهذه حلاوتها تحزن لفريق وتفرح لآخر! والله من وراء القصد.