بقلم / محمد الجوكر
أيام قليلة وينتهي المونديال المقام حالياً بالدوحة، ونجح الأشقاء في تحويلها إلى مدينة نموذجية بنظامها وشوارعها ومبانيها وفنادقها الضخمة، فالمنشآت التي استضافت الدول المشاركة يتم فك بعضها وإهداؤها لبعض الدول الأفريقية، وتحويل أخرى إلى مرافق حكومية تخدم المجتمع القطري بالكامل بعد الانتهاء من الحدث.
وعلى الصعيد الفني، حيث طارت الطيور بأرزاقها، عرفنا المستويات الفنية، متمنياً لفريقنا المغربي الانتقال إلى مرحلة أخرى لنعيش الفرحة مجدداً على الخارطة الكروية التي كشفت الكثير عن الثقافة المونديالية، هي دروس يجب أن نتعلمها جميعاً في التعامل مع هذه البطولة العالمية الكبرى، أي أن الثقافة لدى المجتمع يجب أن تبدأ من الأسرة، فالمدارس، والتجربة القطرية جديرة بالتوقف عندها عن فكرة الحدث وأهدافه بطريقة يسيرة وسهلة يتلقاها الجميع هذه الأيام برغم ما أظهره الأوروبيون من عنصرية.
لابد أن نشير هنا إلى أن أي عمل يتطلب فكراً واستراتيجية، كما يحدث في المونديال، فمن هنا أعتقد أن الدول العربية يجب أن تتوقف عند هذه التجربة لمعرفة المبادئ ومواثيق الحركة الكروية في العالم الذي يرتبط أساساً بالنهج والخطط المرسومة وليس «بيع الكلام»، فالثقافة المجتمعية لكرة القدم يجب ألا تقتصر فقط على اللعب والتنافس وتحقيق النتائج، فكأس العالم قمة الهرم الرياضي والمحرك لإنجازات الدول، والأموال لا تصنع بطلاً بقدر ما يصنع المجتمع أبطالاً من ثقافته المتنوعة، فالتفكير في تنظيم أي حدث يجب أن يستثمر، إذ علينا أن نفرض ثقافتنا في الرياضة بعد أن أصبحت علماً بحد ذاتها، يجب أن يكون هناك احترافية متكاملة بين الإدارة والشأن الفني لأنهما مكملان لبعضهما، فالتقارب بين المؤسسات الرياضية مهم جداً، وهذا في حد ذاته ثقافة !!.. والله من وراء القصد.