بقلم / محمد الجوكر
شكراً لأسود الأطلس، شكراً لرجال المغرب، شكراً النجوم الكبار الذين ساهموا في نشر الفرحة وامتعونا وساعدونا في التغلب على أحزاننا الكروية، فقد أثلجوا صدورنا بالصعود إلى ربع نهائي كأس العالم، كأول منتخب عربي بالتاريخ يحقق هذا الإنجاز.
لم تكن مباراة في كرة القدم فحسب؛ بل كانت مهرجاناً للحب والوفاء والدعم الكبير للرجال الذين «سووها» وفعلوها وقالوها كلمة من ذهب، ليسعدوا العالم العربي والقارة الأفريقية العجوز والتي تحولت إلى شابة جميلة، فقد استمتعنا بمباراة كروية حفلت الجهد والقتال من أسود المغرب، الذين قدموا واحداً من أجمل اللقاءات التي شاهدناها أخيراً.
كانت لحظة استثنائية سيدونها التاريخ في سجلات المغرب الشقيق ممثلاً عن العرب، كونه أول فريق عربي يصعد إلى دور الثمانية بعد تألقه وتربعه أولاً على صدارة مجموعته القوية بالدور الأول، قبل أن يتابع سطوته وقوته في ثمن النهائي ليسقط المنتخب الإسباني أحد أبطال اللقب السابقين بكل شهرته وخبرته ويتجاوزه إلى ربع نهائي المسابقة العالمية الأبرز.
أدار منتخب المغرب الرؤوس وخطف الأضواء فقد كانوا نجوماً ساطعة بداية من المدرب وليد الركراكي، الذي قبل التحدي بقلب من فولاذ قبل شهرين فقط من بداية البطولة، ليقود الأسود إلى إنجاز غير مسبوق، ومروراً باللاعبين، بمن فيهم أولئك الذين استبعدهم المدرب السابق، وليس نهاية بالجمهور المغربي والعربي، الذي ساند ودعم وشجع الأبطال حتى تحقق الحلم المنتظر بعزيمة وروح الفرسان والتي قهرت المستحيل بالأداء المشرف والرجولي.
هذه هي المرة الأولى عبر تاريخ كأس العالم منذ انطلاقته التي يصعد فيها العرب عبر ركلات الترجيح، وكان المنتخب المغربي تأهل إلى ثمن النهائي في نسخة 1986 واليوم يحقق إنجازاً جديداً في مونديال قطر التاريخي الاستثنائي، حيث كان لكرة القدم المغربية بريقها وقوتها وحضورها، وسالت دموع الفرح من الجماهير العربية داخل الملعب أو من خلف الشاشات لتؤكد مدى حب العرب لبعضهم البعض، فهنيئاً لنا جميعاً هذا الفوز التاريخي الذي لن ينساه الأوروبيون بعد أن اصطاد أسود الأطلس الثور الإسباني ليكسبوا الرهان بعزيمة رجال كانوا في مستوى المسؤولية، لتكتمل الفرحة بسجدة الشكر لله داخل الملعب في مشهد مؤثر، والله من وراء القصد.