بقلم / محمد الجوكر
فجر منتخبنا العربي السعودي مفاجأة مدوية بفوزه التاريخي على نظيره الأرجنتيني ليقدم واحدة من أكبر مفاجآت المونديال في قطر في حدث تاريخي، على اعتبار أن منتخب الأرجنتين ضمن المرشحين الثلاثة للفوز بكأس العالم، وفور إطلاق الحكم صافرته النهائية عمت الفرحة في كل البلاد العربية؛ محتفلين بالنصر الكبير والثمين للأخضر، الذي حلّق فوق السحاب، فرحة أنستنا همومنا وخسائرنا الرياضية في تاريخ المحفل العالمي.
يشارك الأخضر هذه المرة بـ«شكل تاني» وبأسلوب جميل وراقٍ، وأقولها إن كلمة السر كانت كلمات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الذي قال للفريق خلال اجتماعه بهم قبل السفر إلى الدوحة «أريدكم الاستمتاع بكأس العالم وليس عليكم أية ضغوط ألعبوا واسعدوا الناس فلست مطالباً منكم أكثر من ذلك»، هذه الكلمات كان لها الأثر الأكبر، فهي كلمة السر وراء تألق المنتخب السعودي الذي رفع رأسنا وأفرحنا، وكما لاحظنا لحظة هبوط الفريق عبر الطائرة كيف كان النظام واللبس الوطني بأسلوب حضاري راقي، الجميع لبس الزي السعودي الوطني ونزلوا من الطائرة بالترتيب بطريقة نالت احترام وتقدير من شاهدهم، وفي الدوحة لعب الفريق ولم يفكروا في «فانيلة» ميسي وإنما تفكيرهم كان في الوطن ولا غيره، ولاحظوا كيف تصادم اللاعبون في اندفاعهم من أجل حماية مرماهم ودخل بعضهم إلى المستشفى وهو يؤدي الجانب الوطني.
قدم الأخضر درساً لجميع منتخبات القارة، وحقق انتصاراً عريضاً وصنع لحظات تاريخية، لأن الفوز على أحد أبرز المرشحين وبهدفين رائعين له طعم مختلف، الفوز على منتخب بقيادة الأسطورة ميسي فتح به الأخضر صفحة جديدة في مسيرته، أكد من خلالها أنه لا مستحيل في كرة القدم، فقد قهروا الأساطير في ليلة خضراء. نقولها من قلوبنا مبروك لنا جميعاً هذا الانتصار التاريخي الذي لن يُنسى عبر السنين.. والله من وراء القصد