كتبت / فاطيمة الناصرى
لقد كنا بحاجة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، لتسقط القناع عن الأنظمة الغربية التي تدعي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومراعاة حقوق الإنسان.
فقد اتضح جليا أن كل ذلك مجرد شعارات زائفة لا تمت للواقع بصلة، وهي في حقيقة الأمر لا تضع حسابا إلا للقوى القوية ولا تراعي إلا مصالحها، وتجسد هذا في ردود الفعل تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، وتابعنا عن كثب حجم التنديد والتضامن الكبيرين مع الأخيرة، حيث ارتدت العديد من الأندية الأوروبية أقمص تحمل نداءات لوقف الحرب ورفعت العلم الأوكراني، والكل تفاعل وصفق بحرارة لهذا التضامن واعتبروه فعل إنساني نبيل، لكن عندما رفع الدولي المصري، النجم العربي محمد أبو تريكة، قبل سنوات قميصه تضامنا مع غزة التي كانت تقصف بصواريخ الكيان الصهيوني المحتل، وأطفالها الذين كانوا يقتلون برصاصه، تمت معاقبته وتلقى عدة رسائل تحذره من تسييس الرياضة.
حلال عليهم حرام علينا؟؟، تساؤل مشروع عبرت عنه جماهير فريق الجيش الملكي، خلال مباراة فريقها اليوم الأحد، أمام ضيفه المغرب الفاسي برسم سدس عشر منافسات كأس العرش لكرة القدم، حيث رفعت لافتة كتب عليها: “واش التنديد والإنسانية ما كيشملوش فلسطين الأبية”، شكرا للجماهير العسكرية على عروبتها ونخوتها ورد فعلها الإنساني الرائع.
الأدهى من هذا وذاك أن الغرب ذهبوا في تضامنهم هذا إلى أقصى حد بحرمان الرياضة الروسية من المشاركة في جميع التظاهرات الرياضية العالمية، ألا يعتبر هذا تسييسا للرياضة؟؟؟، بالمقابل لم يطبق الأمر نفسه على الرياضة الإسرائيلية، بل إن هذه الأنظمة الفاسدة التي تكيل بمكيلين عمدت إلى حماية الأخيرة، بإنزال أقصى العقوبات على القلة التي لازلت تملك ذرة من العروبة في دمها ورفضت التنافس مع رياضي الكيان الصهيوني، معتبرة ذلك نوعا من التطبيع.
حقا صدق الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، حين قال في قصيدته المعنونة بسقط القناع:
سقط القناع
عرب أطاعوا رومهم
عرب باعوا أروحهم
سقط القناع عن القناع
فسحقا للأنظمة الغربية التي تحركها لعبة المصالح وتبيح كل شيء في سبيل ذلك، وتستغل نفوذها وغطرستها لتحريم سفك دماء أبناء جلدتها وتستبيح دماء أقوام استعبدتهم، وأسفاه على أنظمتنا العربية التي أعلنت ولائها وانحناءها للغير، وفضلت التطبيع علانية حفاظا على الكراسي فأصبحت حرمتها مباحة.
فعلا سقط القناع عن القناع