*من أبوظبي للقاهره إلى سيئون*
بقلم-محمد بن عبدات / SME
في مطلع العام ٢٠١٩ وجهة لي دعوة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واللجنه المنظمه لبطولة كأس امم آسيا الماضيه التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك لحضور فعاليات ومنافسات البطوله وتم حجز رحلتي ذهابا وايابا عبر الخطوط اليمنيه من سيئون للقاهره وعلى الطيران المصري القاهره ابوظبي القاهره ومن ثم العوده من القاهره الى سيئون عبر اليمنيه ولاغيرها كما اسلفت. المهم وصلت أبوظبي واستقبلت بصوره تفوق الخيال وتم ترتيب السكن في واحد من أجمل فنادق العاصمه الاماراتيه الا وهو فندق باب القصر حيث يتواجد فيه كثير من الشخصيات الاعلاميه المرموقه على مستوى العالم وبعض ضيوف البطولة ووضعوا تحت تصرف كل واحد منا افخم موديلات السيارات كمواصلات الى حيث مانريد .
المهم وفي وسط هذا الترف والنعيم الذي نعيشه شعرت في ثاني اوثالث ايام البطوله ان هناك آلم ومعه لاحظت ورم خفيف تحت جفن احد العينين فذهبت الى أقرب صيدليه كعادتنا هنا في حضرموت والوطن عموما عند الأمور الصحيه الخفيفه. الا انني تفاجأت برفض الصيدلاني في صرف لي اي دواء الا بروشته من الطبيب. وحاولت مع اكثر من عامل في صيدليات مختلفه وفي الاخير أحدهما صرف لي وبحذر شديد (قطره حق تحسس العين) واستعملت ذلك الدواء لبضعة ايام لكن دون فائده فالآلم والورم خاصه بداء في الزياده وهو ما اقلقني كثير فأخبرت احد الاخوه المتطوعين في خدمة ضيوف البطولة وهو من أبناء الإمارات للذهاب لدكتور عيون فأخبر على الفور اللجنه الطبيه واخذني احداهما بسيارته الخاصه الى استشاري طب عيون وهي من الجنسيه الهنديه كم تبين لي وبعد الفحوصات والكشف.. قالت هذه الطبيبه وبدون مقدمات تحتاج عمليه بصراحة (ربشتنا) وكتبت لي دواء عباره عن مرهم يستعمل صباح ومساء على ان أعود بعد يومين او ثلاثه لإجراء العمليه حقيقه كان القرار الذي بداخلي يرفض ماذهبت اليه تلك الدكتورة الهنديه..لهذا استمريت على العلاج وحضور فعاليات ومنافسات البطوله حتى انني لم أحرج من الظهور تلفزيونيا في أكثر من قناة لكي اعطي نفسي دافع واحساس بالطمانينه. وعند مشارف نهاية البطولة وبعد أن قضيت قرابة الشهر في ألامارات قررت المغادره للقاهره قبل موعد رحلة العوده كوني احسست انه لم يظهر اي تحسن في مانعانيه وبالفعل اخذت حقائبي مودعا أبوظبي بعد أن عملت على تأخير حجز رحلتي من القاهره الى سيئون عبر مكتب اليمنيه لبضعة ايام حتى يتسنى لي مراجعة طبيب عيون في مصر.. وبالفعل ثاني يوم وصولي ذهبت بمعية احد الاصدقاء الى عياده في شارع جامعة الدول العربية بالعاصمه المصريه القاهره وعلى مسافة ليست ببعيده من منشاءات نادي الزمالك الذي احبه واعشقه. انتظرت دوري منذ اول العصر حتى قريب المغرب كان ازدحام واضح واخبرني كثير من (العيانين) على قول اخواننا المصريين ان هذا الطبيب من افضل الأطباء الاستشاريين في العيون.. المهم اتى الدور ودخلت الى غرفة المعاينه وكان الدكتور بشوشا معي وقال معليش أمر علاج عينك بسيط وكتب لي دواء عباره عن (قطره للعين )
وقال بعد اربعه يوم اذا لم تخف تعال لكي نعمل لك عمليه خفيفه لأزالة ذلك الورم يعني نفس الكلام الذي سمعته في أبوظبي لكن بأسلوب غير مباشر كما فعلت الطبيبه الهنديه معي سامحها الله. ومرت الاربعه الايام دون أي تحسن فقررت ان لا اذهب للطبيب وعزمت السفر الى حضرموت لعرض حالتي على اخي الدكتور محمد باكثير الواقع مستوصفه كما يعرف الكثير من أبناء مدينة سيئون على شارع المطار . وحين اقرر اعرف انني لا أتراجع فيما اتخذه في الغالب لهذا غادرت القاهره وفي قرارة نفسي ان الدكتور محمد لن يتخذ ما ذهبوا اليه الأطباء في أبوظبي والقاهره كوني اعرف خبرته الكبيره في مجال طب العيون . لهذا ذهبت اليه متحمسا في اليوم التالي من وصولي الى سيئون وكنت واضع على عيني نظارة سوداء. فقال ايش فيك فأخلعت النظاره وتم معاينة العين وموضع الورم فقال لي مبتسما الأمر عادي جدا ولايحتاج سوى علاج ولخصة في مرهم وقطرة صباح ومساء لمدة أسبوع واخبرني بمراجعة عيادته بعد ذلك وبالفعل اتيت اليه مع ملاحظتي ان هناك تحسن وانخفاض مستوى الورم لهذا أخبرني ان استمر على نفس العلاج مالم قالي لي ممكن نعمل عمليه بسيطه وخفيفه قالها بكل هدوء وبأسلوب فيه مايوحي للمريض بالطمانينه وموكدا ماسمعته في كل من أبوظبي والقاهرة. فقلت لنفسي ان العمليه لامفر منها ومادام انها في بلدك وبين اهلك شيء طيب .. وكان واضح ان الدكتور محمد يدرك ذلك الامر من البدايه ولكن بخبرته اقدم على خطوات علاجيه أخرى تمهيدا ان يأتي يوم العمليه ومعه تلاشى كثير من الالتهاب والورم ومعها ترويض نفسيتي.. وعند نهاية الأسبوع اتيت له مستعدا كون لم يتحسن في الأمر شيئا كثيرا فقابلني بكل بشاشه وقال خلاص نعمل لك عمليه اليوم.. فقلت له لامانع وكانت المعنويه مرتفعه لدي ولعل الدكتور محمد قراءا ذلك في ملامحي وماهي الا لحظات أنهى من معاينة بعض حالات ثم نادى علي واصطحبني معه إلى غرفة العمليات وبداء على ما اتذكر في تخدير موضعي حول العين ثم لم أشعر الا ويخبرني بعد بضعة دقائق فقط ان كل شي تمام وانه انهاء العمليه وعلى اثرها وضع قطعة قطنيه من(الشاش) على العين وقال غدا قم بإزالة ذلك مع استعمال دواء مرطب للعين كتبه لي في روشته صغيره. بصراحة لم أكن اتوقع تلك الحرفنه المهنيه والسرعة لهذا الطبيب الحضرمي الرائع الذي أكد مقولة باكثير الأديب
لو ثقفت يوما حضرميا ***لجاءك آية في النابغين ..
حقيقه ماجعلني اسرد ماجاء بعاليه هو انني شاهدت ذلك الموقف يتكرر امامي حين قادتني الظروف يوم أمس الأول الى عيادة الدكتور محمد باكثير لغرض التأكد من استعمال دواء لجفاف العين وقبل ان اسئل الدكتور عن ذلك وجدته يتحدث مع شخص آخر كان على وشك الخروج من باب غرفة عيادته وعرفت من خلال الحديث الذي يدور بينهما انه تقرر لذلك الشخص عمليه وكان الدكتور محمد بأسلوبه الراقي ورحابة صدره يزرع الطمأنينه لذلك المريض الذي خرج والابتسامه والعرفان لصنيع وخلق هذا الطبيب واضحه على محياة.
فالحمد لله أولا واخيرا على نعمة الصحة وعلى تواجد بيننا مثل هؤلا الأطباء الذين يمكلون الخبره والفهم والدرايه في مجالهم اكثر ربما ممن نسافر إليهم ونخسر كثير من الأموال لغرض العلاج في الخارج.
فتحيه من القلب لاخي الفاضل الدكتور محمد باكثير واقول له اننا ممنونين لك كثير على ماتقدمه من خدمه علاجيه وانسانيه قبل كل شيء فلك ولأمثالك كل التقدير والمحبه والاحترام..
وهكذا أعزائي جعلني موقف الأمس لهذا الطبيب الإنسان أن استرجع معكم قصه مررت بها في حياتي ذات يوم بداءت من أبوظبي مرورآ بالقاهره وانتهت في عاصمة وادينا الحبيب سيئون.