بقلم: محمد الجوكر
تدين الرياضة الإماراتية بالكثير في مختلف مجالاتها، للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، والدور الكبير الذي أداه من أجل تطويرها وتنميتها، ما أسهم بعد ذلك في وصولها إلى منصات التتويج في مختلف المحافل العالمية والإقليمية.
البداية جاءت في 13 نوفمبر 1974 حينما تولى الرئاسة الفخرية لنادي العين ليحوله إلى قلعة البطولات في تجربة غنية وضعت البذرة الأولى لإنجازات الزعيم، ففي بداية الستينيات أعجبت مجموعة من شباب العين بلعبة كرة القدم بعدما شاهدوا الجنود الإنجليز يمارسونها في معسكراتهم، ليتجمعوا معاً من أجل معرفة قواعد اللعبة وكان هؤلاء الشباب: محمد صالح بن بدوة، وناصر ضاعن، وخليفة ناصر السويدي، وعبدالله المنصوري، وعبدالله هزام، وإبراهيم المحمود، وعبدالله عجلان، وعبدالله مطر، ومانع عجلان، وسعيد الموسى، وسالم حسن المهيري، وإبراهيم رسول، وسعيد غنوم، وجمعة الناجم، بالإضافة إلى شباب البعثة التعليمية البحرينية: علي المالود، وعلي بو مجيد، إضافة إلى شباب الجالية السودانية العاملين بالدولة في ذلك الوقت: مأمون عبدالقادر، ومحمود فضل الله، والفاتح التلب وحسين الميرغني وعباس علي.
حلم
توالت اللقاءات بين الشباب وأصبحت الساحرة المستديرة ساحرة العقول والجاذبة لأحلام الواعدين، إذ أصبح الحلم بلا حدود والرغبة لم يكن يقف أمامها أي عائق، حلم هؤلاء بتكوين نادٍ يجمعهم ويجمع كل شباب مدينة العين ليكون وجهتهم لإخراج طاقاتهم في اللعبة، وطرحت فكرة تكوين النادي الذي يضم شباب مدينة العين، وكانت الفكرة براقة وتلح على أذهان هؤلاء الشباب الواعدين، وتوالت الاجتماعات واستقروا على أن ينشؤوا نادياً يحمل اسم المدينة التي يعيشون فيها ويعشقونها، وكان العائق الأساسي أمامهم ضيق ذات اليد، ولكن أمام الشباب وطموحهم لم يكن هناك أي عائق يمكن أن يمنعهم تحقيق حلمهم فقد رسموا الهدف بدقة وسعوا إليه رغم كل المعوقات التي واجهتهم في ذلك الحين، وبالفعل أعلن الشباب العيناوية المحبون لمدينتهم والعاشقون للعمل عن تأسيس وإطلاق نادٍ يضم طموحاتهم اللامحدودة وبإمكاناتهم المادية المحدودة جداً، وأطلقوا على النادي اسم «العين» المدينة التي ينتمون إليها، وبالفعل انطلق النادي في عام 1968 وتحديداً في شهر أغسطس، ورغم حرارة الطقس وصعوبة الأجواء العامة، واصل الشباب المخلصون عملهم بجدية لتحقيق هدفهم وكانت اجتماعاتهم تتم في منازلهم أو في مجالس السهر وكان الأمر في غاية الصعوبة فكيف يكون نادٍ بلا مقر، وتوصل مجموعة الشباب الواعدين آنذاك لضرورة وجود مقر يحتوي أحلامهم ويكون لبنة الانطلاق.
كيان
وبالفعل استأجر الشباب منزلاً من «الطين» بشارع خليفة يتجمعون فيه ويناقشون أمورهم وتعاون الجميع من أجل النهوض بناديهم وأخذ كل فرد من المؤسسين على عاتقه القيام بواجباته في حدود إمكاناته، وكانت الخدمات الضرورية يقوم بها أيضاً المؤسسون من تجهيز الملعب وتخطيطه وتنظيف «المنزل» مقر النادي، وغسيل الملابس وكل الأمور الصغيرة، وكان هناك اعتماد على الذات أسهم في الحفاظ على الكيان الصغير من الانهيار والتشبث بالأمل بالتطوير، وبالنسبة للتكاليف المالية فكان يتحملها المؤسسون كل حسب إمكاناته، وتعاون الجميع في إطار روح الرغبة والهدف الموحد وفي إطار الصداقة والأخوة التي جمعت أسرة النادي الأولى.
ولكن الحلم لم يتوقف، فأحلام الشباب ليس لها أسوار ولا نهايات فلم يكن المقر يليق بالحلم الذي وضعوه والهدف الذي يسعون إليه ولكن الإمكانات هي التي أجبرتهم على الوضع، ومن هنا لجؤوا للمغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ كان يتولى يومها منصب ولي عهد بأبوظبي، فتفهم سعيهم وشاركهم الحلم بدعمه لهم بكل قوة، إذ أمر سموه في عام 1969 بتخصيص مقر يكون ملكاً للنادي في منطقة الجاهلي وكانت في ذلك الوقت في أطراف المدينة البعيدة.
والدعم اللامحدود الذي وجده نادي العين من الفقيد الراحل، حول النادي إلى قلعة للبطولات التاريخية بسبب الاهتمام الكبير الذي وجدته أسرة النادي بفضل اهتمام ودعم المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، لهذه المؤسسة العملاقة التي نفتخر بها.
دمج
وفي يوم الـ10 من نوفمبر 1974 تم الاجتماع بين المؤسسين لناديين بمدينة العين، وهما نادي العين ونادي التضامن، وحضر الاجتماع من العين وقتها سعيد خميس، وعلي راشد سعيد، وعلي المالود، ومن التضامن: صالح الراشدي ومحمد خلف، وعلي عبدالله، وتم الاتفاق على دمج الناديين «العين والتضامن» على أن يكون اسم النادي الجديد بالمدينة «نادي العين الرياضي»، كما اتفق الطرفان على أن يكون شعار النادي اللون الأحمر والأبيض، كما أصدر راشد بن حميد وزير الشباب والرياضة القرار الوزاري رقم 24 لعام 1974 بالموافقة على الدمج تحت اسم «العين»، ونظراً لوجود نادي التضامن في مسكن شعبي وليس لديه المساحة الكافية للملاعب، في حين يمتلك نادي العين بعد تأسيسه عام 1968 موقعه ومقره الخاص، وافق المجتمعون على أن يكون مقر النادي الجديد مقر نادي العين، وفي اليوم التالي عقدت الجمعية العمومية وضمت أعضاء النادي، ولجنة الانتخابات، والهيئة الإدارية لتحمل المسؤولية، وشهد انعقاد الجمعية العمومية المفاجأة السارة والجميلة، إذ جاءت موافقة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، على قبول الرئاسة الفخرية، كما تم انتخاب مجلس الإدارة الجديد وتوزيع المناصب، إذ جاء محمد سالم الظاهري رئيساً لمجلس إدارة نادي العين، وسلطان عبدالله غنوم نائباً للرئيس، وعبدالله محمد هزام مديراً للنادي، وناصر ضاعن سكرتيراً، وعلي حميد أميناً للصندوق، وصالح عوض مشرفاً رياضياً، وصالح الراشدي مشرفاً ثقافياً، وعلي راشد مشرفاً إدارياً، ومحمد خلف المهيري ممثلاً للنادي لدى وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية بالدولة، والأعضاء: قمبر عبدالله وعبدالله حسن الحداد وسعيد خميس المويس وعبدالعزيز عبدالله سليم.