بقلم/ محمد الجوكر
بعد الانتهاء من الدورة الثانية لكأس فلسطين في كرة القدم عام 1973، ظل الحديث يدور حول هذه المشاركة العربية الأولى لمنتخبنا الكروي، والذي كان يتولى الإشراف عليه من قبل وزارة الشباب والرياضة، التي أحسنت صنعاً بالمشاركة، لأن المنتخب استفاد بشكل كبير، بغض النظر عن النتائج.وقد سبق لنا المشاركة في مهرجان الشباب العربي في يوليو عام 72 اي بعد خليجي 2 بالرياض بثلاث أشهر بينما كرويا الاولى كانت في طرابلس الليبيه ،وخلال الأيام العشرة التي شاركت فيها البعثة هناك، كان هدفنا الأول، هو أن يتعود منتخبنا على المباريات العربية والدولية، فهذه المشاركة ضمت 22 لاعباً، ومدرباً، وثلاثة من الإداريين، وكان العدد كافياً بالنسبة اللاعبين، إلا أنه كان ينقصنا الطبيب والمدلك، بينما جميع الفرق التي وصلت إلى طرابلس، كانت تمتلك الجهاز الفني والطبي، وكتب الزميل أحمد عمر في تقرير له نشرته صحيفة الاتحاد، يوم 28 أغسطس 1973 – والزميل هو أيضاً تولى بعد ذلك مدير تحرير مجلة ماجد الأسبوعية الشهيرة للأطفال حيث لم يكن لدينا صحفيين رياضيين متخصصين فكان يتم الاختيار وفق الكفاءات المهنية المتوفرة في ذلك الوقت ونشير هنا- عن واقعة حدثت أثناء مشاركة المنتخب في ليبيا، أن بعض اللاعبين تعرضوا إلى بعض الإصابات، مع تغير الجو، وتعرضهم إلى بعض الحالات التي منعتهم من اللعب، ودعت الحاجة إلى وجود طبيب ضروري مع البعثة في بنغازي، وفي أحد الأيام، في الثانية صباحاً، ولسوء الحظ، كان الطبيب المقيم في الفندق، قد اتجه إلى مستشفى ليتابع حالة لاعب مريض لأحد الوفود، وظل رئيس الوفد، المرحوم عبيد الخيال، مع المدرب، يبحثان عن طبيب، وبالفعل، وجدا الطبيب المرافق للبعثة العراقية، الذي قام مشكوراً بعلاج لاعبنا فلاتنسى البعثه هذا الموقف المشرف من ابناء الرافدين الذي سارع ولم يتاخر! هذه التجربة، كشفت لنا الكثير من السلبيات، استفدنا منها في ما بعد، والملاحظة الأخرى على هذه البطولة، أن كان لدينا منتخب واحد فقط، وفي نفس الفترة أيضاً، كان 10 من لاعبي المنتخب يستعدون للمشاركة في الدورة العربية المدرسية، التي أقيمت في الأول من سبتمبر في بيروت، وهنا، صرح راشد بن حميد وزير الشباب والرياضة: لماذا لا يكون لدينا أكثر من فريق قومي في الكرة، خاصة أن الإشراف على المنتخبات حينها، كان برعاية وزارة الشباب والرياضة، حسب هيكلة النظام الإداري لرياضتنا، وجاءت المشاركة العربية الأولى على صعيد كرة القدم بعد كأس الخليج العربي الثانية بالرياض، ووجدنا أنفسنا في بطولة عربية، ووقف آلاف من المواطنين الليبيين يحملون علم الدولة، مرحبين بنا في هذه المشاركة العربية الكبرى، فكانت فائدة كبيرة للكرة الإماراتية، فهذه الذكريات واقع ملموس، لا بد أن نستعيدها ونتذكرها كيف كانت البدايات متعبه وشاقة وجميله .. والله من وراء القصد .
محمد الجوكر