بقلم/ محمد الجوكر
في يوم 8 أغسطس 1973 وتحديداً في قصر البحر بالعاصمة أبوظبي وعلى امتداد ساعتين كاملتين ،كان لقاء القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، مع وفد الدولة قبل مشاركتنا في كأس فلسطين التي أقيمت في ليبيا وتحديداً في مدينة طرابلس، وحضر اللقاء راشد بن حميد وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت وسعيد ناصر مدير عام الوزارة و المرحوم عبيد الخيال رئيس قسم الاتحادات والأندية وجمعة غريب – شفاه الله – مدير المنتخب القومي ،وفي اللقاء وجه المغفور له القائد المؤسس كلامه للاعبين قائلاً: أنتم أمل هذه الأمة ومستقبلها ونحن ننتظر منكم الكثير، وفي الجلسة نفسها قال المغفور له القائد المؤسس إن المدينة الرياضية التي ستقام في أبوظبي هدية منه، وتقديراً لدور الشباب ومنذ ذلك الوقت كان القائد المؤسس ،طيب الله ثراه، يفكر بالشباب ودورهم وأهميته في المجتمع، وبالفعل بدأ المشروع وانتهى مشروع مدينة زايد الرياضية في 1979 حيث انطلقت عليه تصفيات كأس آسيا وأصبحت مكرمة غالية من زايد لأبنائه، وفي هذا اللقاء التاريخي الذي يعتبر الأول لبعثة المنتخب قبل أن تسافر، وظلت هذه الجلسة التاريخية عالقة في الأذهان وحاضرة ،وخلال هذه الجلسة تسلم المغفور له القائد المؤسس درعاً رمزية من وزارة الشباب اعتزازاً بأهمية المقابلة، وبعد جلسة تناول فيها المغفور له القائد المؤسس ،طيب الله ثراه، الغداء مع اللاعبين وفي الخامسة والنصف مساء حضر شخصياً مباراة كرة القدم التي جرت بين منتخبنا الوطني مع فريق الشرطة أبوظبي، ويقول الزميل الصحفي المواطن المرحوم محمد صالح المحرر في جريدة الاتحاد في ذلك الوقت إن الفريق الوطني قدم مباراة جيدة نالت إعجاب الجميع وفاز يومها منتخبنا على منتخب الشرطة 6 – 2 وجاءت أهداف منتخبنا عن طريق سهيل سالم وعمرعبد العزيز الحاي في الشوط الأول والشوط الثاني أضاف الحاي والمرحوم جمال موسى ومظفر الحاج وأحمد عيسى 4 أهداف، وفي نهاية المباراة التقى القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، باللاعبين وتمنى لهم النجاح والتوفيق وتمثيلاً مشرفاً للوطن.
هذه المعلومة التاريخية التي نقدمها تبين مدى حرص القيادة على دور الرياضة والشباب في ذلك الوقت، وكانت الأفكار لدى زايد الخير تجاه أبنائه وحرصه بأن يلتقي باللاعبين والوفد قبل السفر تأكيداً على مدى أهمية الشباب في عقل القائد المؤسس ،طيب الله ثراه، والرياضة في فكر زايد كانت لها أبعادها الاستراتيجية وبالفعل ذهب المنتخب إلى طرابلس وهناك وضع اسم الوطن لأول مرة في كأس فلسطين ،وجاءت هذه المشاركة تأكيداً لموقف استراتيجي للدولة في توجهات القيادة السياسية من أجل نصرة فلسطين، إنها لحظات تاريخية نقدمها لمن لم يقرأ عن التاريخ الرياضي.. والله من وراء القصد.
محمد الجوكر