عن المنتخب المغربية-كتب/ بدر الدين الادريسي
عندما أستمع للدكتور موتسيبي رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم مستضافا من قنوات “بين سبور” على هامش سحب قرعة المونديال، يتحدث عن عهد جديد لابد وأن تطلقه كرة القدم الإفريقية بالمونديال القادم بالشقيقة قطر، عهد تصبح فيه المنتخبات الإفريقية قوة فاعلة ونافذة ومؤثرة في كأس العالم، تستطيع أن تتجاوز إنجاز الوصول للدور ربع النهائي الذي تحقق مع منتخبات الكاميرون، غانا والسينغال..
عندما أستعيد شريط ما قاله باتريس بعينين يبرق منهما وميض خاص، أحسب أن إفريقيا تتنبه لكل شيء، وتحصي كل شيء، بل ولا تبقي أي شيء للصدفة، لرسم طريق النجاح القاري في المونديال الكوني، لتمكين السفراء المعتمدين لتثميل الكرة الإفريقية في كأس العالم، من كل شروط التحضير الجيد.
والحال أن ما هو ملك أيدينا اليوم، يقول عكس ذلك تماما، فالتمنيات في واد والوقائع في واد آخر، ولست أدري إن كان السيد موتسيبي كرئيس للكاف، وهو يطلق من الأعماق نداء لإدخال إفريقيا إلى دائرة الموندياليين الفاعلين والمتنافسين، قد تنبه إلى أن اللجنة المكلفة بوضع أجندة المنافسات داخل كونفدراليته، قد برمجت أربع جولات من ست جولات إقصائية مؤهلة لكأس إفريقيا للأمم في نسختها القادمة، والتي تستضيفها كوت ديفوار صيف سنة 2023، خلال المدة التي ستفصلنا عن كأس العالم بقطر، وهو بالتأكيد ما سيربك البرنامج التحضيري للمنتخبات الخمسة المتأهلة لكأس العالم، وقد لا يبقي لها سوى تاريخ واحد لإجراء مباراة ودية تدخلها فعليا لأجواء المونديال.
ولأننا ندرك قيمة التحضير لحدث بقيمة كأس العالم، وندرك تلقاء ذلك، حاجة الأسود إلى محكات تجريبية تتناسب مع المذاهب الكروية التي تمثلها منتخبات بلجيكا، كرواتيا وكندا، المنافسة لنا في إطار المجموعة السادسة، فإن الخروج من هذا المأزق المبرمج، لن يكون إلى من مخرجين.
أولهما أن تعمد الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى تأجيل الجولات الإقصائية الأربع والتي ستنطلق شهر يونيو القادم، وقد تحركت الجامعة في هذا الإتجاه، مطالبة بالتأجيل.
وثانيهما، إن لم يكن هناك بد من خوض هذه الجولات الأربع، اعتبارا للمساحة الزمنية الضيقة التي تفصل نهاية المونديال بقطر وانطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم (6 أشهر)، فإن الخيار الأمثل، هو أن يلعب الجولات الإقصائية الأربع منتخب رديف يقوده الإطار الحسين عموتا، ليتفرغ المنتخب الأول لودياته، والتي ستصبح في هذه الحالة بعدد خمسة، وأتصور أن عددها كاف لكي يدخل الفريق الوطني أجواء المونديال.
بالقطع لا أحد بيننا يريد التضحية بكأس إفريقيا للأمم، ولا أحد يقبل بأن يتغيب الأسود عن نهائيات النسخة القادمة للكان بكوت ديفوار، ولا أحد أيضا يشكك في وفرة اللاعبين الجيدين الذين يستحقون تقمص الدولية، وفي قدرتنا على أن نشكل منتخبا رديفا يتوجه لتصفيات كأس إفريقيا للأمم من خلال مجموعة يتأهل عنها للنهائيات متصدرها ووصيفها، لذلك نستطيع أن نختار في حال بقيت الأمور على حالها، أفضل طريق لأسود الأطلس لكي يستعدوا لمونديالهم بقطر بالشكل الذي يعينهم على رفع التحدي داخل مجموعة قوية، هناك من تكهن سلفا بصدارتها ووصافتها للشياطين الحمر لبلجيكا وللمنتخب الكرواتي الشطرنجي.