الإمارات-كتب/ محمد الجوكر
زرت المملكة العربية السعودية العديد من المرات؛ أولاها عام 1985 مرافقاً للمنتخب الوطني في مدينة الطائف لتغطية مباراتنا أمام العراق بتصفيات كأس العالم التي فزنا فيها بهدفين مقابل هدف، في مباراة شهيرة خرجنا بعدها من التصفيات بعد الهدف العراقي القاتل الذي دخل مرمانا في آخر الثواني وحرمنا من اللعب أمام سوريا في تصفيات التأهل لمونديال المكسيك، والمرة الثانية زرتها عام 1988 لتغطية كأس الخليج العربي الثامنة، التي تعتبر واحدة من أسخن وأكثر الدورات إثارة بسبب التصريحات الساخنة التي ظهرت من رؤساء الوفود وعلى رأسهم الشهيد فهد الأحمد الصباح رحمه الله، وقبل مجيء الشهيد ذهبنا كصحفيين إلى المطار الخاص لتغطية استقباله كما جرت العادة في مثل هذه الدورات، وبالطبع كان لنا مكان محدد نقف فيه كإعلاميين ،ولكن حدثت المفاجأة لحظة هبوط الطائرة التي كانت تقل الشهيد فهد الأحمد الصباح رحمه الله ،وكان في استقباله الأمير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله، ولحظة نزول الفهد دعاني قائلاً «ولد الخاله» فذهبت إليه وسط ذهول الجميع ،وبدأت أخطو مع العملاقين الراحلين في مشهد مازال في ذهني ليومنا، وكنت قد تعرفت على الشهيد فهد الأحمد الصباح رحمه الله في نهائيات كأس أمم آسيا بالكويت عام 1980 ،وتطورت العلاقة في دورة الخليج السابعة بمسقط عام 1984 حيث فجر العديد من القضايا المثيرة، أبرزها رغبة الوفد الكويتي بالانسحاب والبيان الشهير الذي كتبه المرحوم الصحفي السيد الوهيدي وقام بتوزيعه بفندق الإنتركونتننتال على الصحافيين، وفي مسقط فجر الشهيد فهد الأحمد الصباح رحمه الله مفاجأة أخرى بإعلانه عن ضرورة دعوة اليمن للانضمام لدورات كأس الخليج وقد تحققت رغبته وشاركت اليمن بعدها بدورات كاس الخليج ومن يومها أصبحت علاقتي به متينة إمتدت مع أنجاله فالفهد كان شخصية مختلفه ومميزه له دوره الكبير في كل القضايا العربية والدوليه يتصدى لها ويدافع عن حقوقها فقد أهداني الزميل العزيز ماجد سلطان «بومعاذ» الصحفي البحريني المخضرم – الذي أتمنى له الشفاء العاجل وندعو له في هذه الأيام المباركة – صورة تجمعني مع الراحلين الأمير فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد في لقطة تاريخية تشرفت أن التقي باثنين من أهم الشخصيات التي عرفتها الرياضة العربية والدولية، فالصورة النادرة أعتز بها تتصدر مكتبتي المتواضعة.
سعيد أنا اليوم بتواجد ثلاثة من أنديتنا «الجزيرة وشباب الأهلي والشارقة» للعب على الأراضي السعودية في دوري أبطال آسيا لمنطقة الغرب، متمنياً لها النجاح والتوفيق فقد ذكرتني أيامي القليلة في الرياض بالأحبة وبالعديد من المواقف والمشاهد الطيبة التي تظل راسخة في الذاكرة ..والله من وراء القصد.