الإمارات-كتب/ محمد الجوكر
في رياض الخير كان لي لقاء مع عدد من أصدقاء العمر في مهنة الإعلام، تجاوزت معرفتي بهم تقريباً 40 سنة، وظلوا- كما عرفتهم- من أصحاب المعدن الأصيل، فلم ترتبط علاقتنا بالمصلحة الخاصة، ولهذا استمرت، لله الحمد، فهم من النوعية الإعلامية الرائعة، التي عملت في ظل ظروف صعبة، وكانوا الساعد الأيمن للزملاء الإعلاميين، بمختلف انتماءاتهم، يقدمون ويسهمون معنا، و«لا يخبون» عنا شيئاً على عكس اليوم، فأعداء الإعلاميين كُثر، لا يريدون نجاح عملهم، فيخلقون أمامنا المطبات لكيلا نعمل إلا وفق ما يريدون.
كنت في معية زميلين عزيزين هما منصور الخضيري، وخالد الحسين، اللذان عملا وأسهما في دعم مسيرة الإعلام الرياضي الخليجي بتقديم خبراتهما، وأسهما بنشر الثقافة والتوعية، فهما من خيرة من عملوا في الإعلام الرياضي.
طالب كثيرون الأستاذ الخضيري وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب بالمملكة الشقيقة «سابقاً»، والإذاعي والإعلامي الذائع بكتابة سيرته الذاتية المرتبطة في رعاية الشباب بالراحل الأمير فيصل بن فهد، الذي قدم الكثير للثقافة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، فهو من أنشأ الأندية الأدبية، وجائزة المملكة التقديرية، ومركز الملك فهد الثقافي.
أمنيتي الشخصية أن يبدأ «بوعبدالعزيز» الشروع في كتابة سيرة الراحل الأمير فيصل بن فهد، لأنه تراث ثري متعدد، لن يستطيع أحد أن يقوم بتسجيل سيرته إلا ابن «القصيم»، والحاصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بالرياض والماجستير في اللغة العربية من جامعة الأزهر بالقاهرة.
أول لقاءاتي مع «بوعبدالعزيز» كان في عام 1982، حين جمعتنا عضوية اللجنة الإعلامية للاتحاد الخليجي للسباحة بالكويت، في الاجتماع، الذي ترأسه المرحوم الفريق عبد الحميد حجي رئيس الاتحاد الكويتي للسباحة محافظ الفروانية حينها، منذ ذلك الوقت استمرت العلاقة الطيبة، لأن هذا هو جيل «القيم والطيبة»، التي اختفت كثيراً اليوم للأسف، ويصعب تكراره، فبرغم تقاعدهما إلا أن هؤلاء أعتبرهم أساتذة الكلمة، فلا مجاملة ولا مصلحة ولا هروب من الحقيقة ولا كذب، رياضتنا بحاجة فعلية إلى نوعية الخضيري والحسيني، اللذين عملا من البدايات بصورة صحيحة، «ولم يهبطوا بالبراشوت وجلسوا على الكرسي يفعلون ما يفعلون !» والله من وراء القصد