عن المنتخب المغربية-بقلم / بدر الدين الإدريسي
جميلا بدأ الموندياليتو في نسخته التاسعة عشرة على أرض المغرب بحفل افتتاحي مبهر عكس مظاهر الشموخ والعراقة للمملكة.. ومثيرا واحتفاليا إنتهى هذه الموندياليتو بلقاء نهائي بين ملكين يتربعان على عرش قارتين، ريال مدريد ملك أوروبا والهلال السعودي ملك أسيا، ومنطقيا آل لقب العالم لمن يخضع العالم لحكمه، الملكي ريال مدريد.
وبين البداية التي تعجز كل وصف لسحرها وجاذبيتها ونهاية هي قمة في الإبداع، مرت كأس العالم للأندية مر الحلم الجميل الذي لا نريد أن نستيقظ منه.
كانت هذه ثالث مرة يستضيف فيها المغرب كأس العالم للأندية، بعد نسختين نظمهما تواليا سنتي 2013 و2014، وكم كانت الثالثة دالة على أن المغرب غدا مرجعا عالميا في تنظيم الأحداث الكروية الكبرى، فهذه النسخة التي ستكون الأخيرة في شكلها الحالي، تصدى المغرب بأريحية كبيرة لاستضافتها قبل شهر ونصف وقد انسحبت اليابان من تنظيمها.
في زمن قياسي تجهز المغرب لاستقبال هذه النسخة، ليجعل منها أيقونة كل النسخ التي سبقتها، وما تحمست الفيفا لإسناد تنظيمها للمغرب، إلا لأنها على حد تعبير رئيسها جياني إنفانتينو كانت تعلم علم اليقين أن المغرب أهل للثقة، وما حدث مرة أن تزعزعت ثقة الفيفا في المغرب ولا خاب ظنها في قدرة المغرب على طبع كل البطولات التي ينظمها بطابع البهاء والجمال، بل إنها بطولات تنجح جماهيريا وتنظيميا من قبل أن تبدأ.
وجاءت الإشارات الدالة على جمالية هذه النسخة من كأس العالم للأندية، من خلال اكتمال جاهزية الملاعب والمرافق لاحتضان فرسان وجماهير البطولة، ومن خلال حفل افتتاحي فاق في جمالية العرض وجاذبية المحتوى وقوة الرسائل الإنسانية المبثوتة للعالم كل التصورات.
ليس هذا فقط، بل إن المباريات التي استضافها مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط والملعب الكبير بطنجة ستشهد إقبالا جماهيريا منقطع النظير، حتى أن متوسط الحضور الجماهيري في المباريات وصل لأربعين ألف متفرج.
وعندما يجهر نجوم كبار وإدارات أندية عملاقة وأطر الإتحاد الدولي لكرة القدم، بانبهارهم لما شاهدوه بالعيون المجردة في مواقع البطولة، ولما أحيطوا به من عناية دالة على فخامة وعراقة وأصالة المغرب..
عندما يقف القوم جميعا مشدوهين من روعة المشهد، من الصور الجميلة المنبعثة من كأس العالم الجميلة، فذاك دليل على نجاح البطولة، نجاح تعبر عنه الملاعب الفارهة والمرافق الفاخرة والمدرجات التي تنبض بالإحتفالية، ولكن تعبر عنه أيضا تقاليد الضيافة الأصيلة، التي توجد لها هنا في المغرب قواعد راسخة رسوخ الوطن، نجاح لا يبقي ذرة شك واحدة في أن المغرب أضاف لرصيده نقاطا جديدة تضعه بلا شك وبلا حاجة للتنميق، في صدارة الدول المرشحة لاستضافة الحدث الكروي الأكبر، حدث كأس العالم للمنتخبات، وفي رحم الإعجاز مخاض سيتولد عنه شيء جميل، أخبرنا به الموندياليتو.