بقلم / محمد الجوكر
الظروف الراهنة التي تمر بها روسيا وأوكرانيا والمعارك الطاحنة بينهما، رغم كل محاولات الدول لإيقاف الحرب، والإصرار على المضي فيها واضح من الطرفين، جعلت المجلس الأولمبي الآسيوي، يرحب اقتراحاً يقضي بمنح الرياضيين الروس والبيلاروس فرصة المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية، وقال المجلس، الذي يتخذ من الكويت مقراً له في، بيان : يجب أن يتمكن جميع الرياضيين، بصرف النظر عن جنسيتهم أو جواز سفرهم، من المشاركة في المسابقات الرياضية.
وهو ما منح الرياضيين الروس والبيلاروس المرشحين، فرصة للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية المقبلة، والتي ستستضيفها مدينة هانغجو الصينية في «خريف 2023»، هذا المقترح سيتيح لهم التواجد في المسابقات التأهيلية لأولمبياد باريس 2024، خصوصاً بعد أن أعلنت الأولمبية الدولية السماح بعودتهم للمشاركة في منافساتها، هذا القرار ذكرني بنشأة المجلس الأولمبي الآسيوي عام 1990 خلال دورة بكين الآسيوية، حيث تم مبايعة الشيخ أحمد الفهد رئيساً، تثميناً لدور والده الشهيد فهد الأحمد رحمه الله وبما أننا في القارة الآسيوية يهمنا هذا الاقتراح، ونتمنى أن يوحد الرياضيين في القارات الأخرى الصفوف، خصوصاً وأن السياسة والرياضة وجهان لعملة واحدة، فالرياضة لعبت أدواراً عدة في المصالحة وعودة المياه إلى مجاريها بين الدول التي اتخذت من الصراعات عنواناً لها، وأعادت لهم الوئام، في وقت لم تنجح فيه الاجتماعات والقرارات الدبلوماسية في تقريب وجهات النظر وإرساء أسس التعاون والسلام.
الألعاب الآسيوية، دورات رياضية كانت وما زالت هدفاً للصدارة والتربع على عرش ميدالياتها بين الدول الكبرى كالصين وكوريا الجنوبية واليابان، والآن إذا تم تنفيذ المقترح ستدخل روسيا في تلك المنافسة وبقوة، وأرى أن صراع الكبار على الصدارة سيوسع الفارق بالتأكيد مع الدول الأخرى من الناحية الفنية وطموحات المراكز، لكنه سيعطي بعداً آخر يهدف إلى رفع المستوى من خلال الاحتكاك مع تلك المنتخبات القوية وأبطالها المتميزين، الرياضة هي وسيلة هدفها تقارب الشعوب بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة، لها تأثيرات قوية على نبذ الخلافات وإزالة الحساسيات بين هذه الشعوب.. فالرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة! والله من وراء القصد.