بقلم / محمد الجوكر
انتهت بطولة الخليج العربي لكرة القدم الـ 25 بالبصرة، بمرها وحلوها، فقد طارت الطيور بأرزاقها وتعيش المدن العراقية هذه الأيام أحلى أيام الانتصار، كما أن المنتخب العماني رفع الرأس وتألق وابدع لاعبوه وهم محل تقدير الجميع ،بينما تتعرض كرة الإمارات إلى نقد يومي بعد الفشل قياساً إلى ما وصلنا إليه في كل الاتجاهات من نجاحات، الرأي العام أصبح واعياً ويعرف ماذا يدور حوله، ويعتبر نتائجنا فشلاً وإخفاقاً، الخطأ، لا يتحمله فرد بعينه، ليس في المدرب ولا اللاعبين وحدهم، بينما نرى أن المشكلة أكبر من ذلك وأكثر تشعباً، فأزمتنا الحقيقية ادارية لأننا لسنا على قلب رجل واحد، ليس فقط في كرة القدم، إنما في بقية الرياضات الأخرى! عندما كنا نشارك في الماضي بدورات الخليج، كان المنتخب قبل سفره، محل اهتمام من الجميع من كافة الجهات والمؤسسات وكانت تُعقد جلسات مثمرة ونقاشات مفيدة، وليست لقاءات عابرة و«كلمتين والسلام» وصور جماعية، ونبتسم للفلاش وإلى اللقاء، هناك فارق كبير، بين زمان والآن!
كأس الخليج ليست مجرد بطولة كروية لها أهدافها ذات البعد الكبير.. فقد عشنا مع بطولاتها منذ بدايتها وحتى الآن.. تطورت البطولة وبها لحظات لافتة، في ظل ما حدث لها على الصعيدين الفني والتنظيمي والإعلامي، ففي البداية كانت البطولة ناشئة وانطلقت بمشاركة أربعة منتخبات فقط، واستمرت البطولة في التطور والرقي بالمستوى الذي يليق باسم هذه البطولة المهمة وارتفع عدد المنتخبات المشاركة من اربعة إلى ثمانية منتخبات في بطولة خليجي 17، حيث تم تقسيم المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين، وأصبحت تقام بنظام صعود أول وثاني كل مجموعة إلى الدور النصف نهائي، ومن ثم التأهل إلى المباراة النهائية، لتصبح بطولة الخليج تشبه تماماً بطولات كؤوس الأمم القارية في قوتها وانتظامها ونظام إدارة مبارياتها.
والآن استغرب من بعض الأصوات التي تنادي بدعوة منتخبات أخرى غير خليجية لتشارك، نقول لها لا وألف لا ونرفض المساس، ولا نقبل أن تشارك فيها غير منتخباتنا لدول الخليج العربي فقط! لانريد من ليس منا بان يشارك بحجة التطوير الفني لدينا العديد من البطولات ومنها كاس العرب وغيرها من البطولات القارية لانريد ان نغير هوية كاس الخليج العربي فهذه أمانة ومسؤولية! والله من وراء القصد.