عن المنتخب المغربية-كتب / بدر الدين الإدريسي
إن مثل لنا الإنفصال عن وحيد خليلودزيتش أولوية في صورة «شر لابد منه»، كانت تسمية الناخب الوطني الجديد، لنا وللفريق الوطني في هذا التوقيت بالذات ونحن نقف على بعد 94 يوما من انطلاق كاس العالم بالشقيقة قطر، أولوية، بالنظر إلى أن إنجاح الفترة الإنتقالية التي تعيشها العارضة التقنية لأسود الأطلس، ستكون واحدة من أكبر الغايات للربان التقني الجديد، النجاح الذي نختزله جميعا، في أن الفريق الوطني يجب أن يصل إلى لحظة الصفر التي هي بالتأكيد مباراته المونديالية الأولى أمام منتخب كرواتيا، وقد تخلص من كل شوائب زمن وحيد خليلودزيتش، أن يكون قد ردم الهوة، ورأب ما يوجد بمنظومة لعبه من صدع تكتيكي. ولكن هناك ما يجب أن نهتم به أيضا ونحن نقف بمحاذاة المونديال، الوضعية الرياضية لأسود الأطلس، بخاصة من كانوا ثوابت بشرية في الثلاث سنوات التي كان خلالها وحيد ناخبا وطنيا، وأقول ثوابت تجاوزا، لأن ما استهلكه وحيد من لاعبين، وصل للرقم 60 بالتمام والكمال، كما ستكتشفون في الإحصائيات الدقيقة والتفصيلية، التي نقدمها لكم في الصفحة الخامسة من هذا العدد، الوضعية الرياضية التي تتعلق على الخصوص بجاهزية الأسود وحجم تنافسياتهم، بالنظر إلى أن منافسة بحجم وكثافة وقوة كأس العالم، لا يمكن بتاتا أن تتجاوز عن معيار الجاهزية ولا عن معيار التنافسية. ولأن كأس العالم، سيجعل من نسخته بقطر النسخة الأكثر استثنائية، بكل ما سبق لي أن عرضت له من متغيرات رياضية وجمالية وإنسانية، فإن ما سيجعل من الموسم الكروي الحالي حالة خاصة في الزمن الحديث، هو أن المونديال سيتوسط الموسم، وبالتالي فكل اللاعبين الحالمين بالتواجد في قطر رفقة منتخباتهم الوطنية، يحرصون على التدقيق في الإختيارات الرياضية وفي البحث عن الأندية التي تضمن لهم التواجد بشكل مسترسل في التشكيلات الرسمية وفي المباريات لتحقيق أعلى نسبة من اللعب، وهذا ما يفكر فيه حكيم زياش الذي يريد أن تقترن عودته لأسود الأطلس، وهو في أتم جاهزية، وواقع الحال يقول أن هذه التنافسية ليست مضمونة مع ناديه الحالي، تشيلسي الإنجليزي ولا مع مدربه الألماني طوماس توخيل، لذلك هناك جبهة فتحت للتفاوض، لعلها تفضي إلى خروج سريع لحكيم من قلعة البلوز لضمان مكان تحت الشمس مع مانشستر يونايتد التي يتواجد بها الهولندي تين هاغ المدرب السابق لأياكس، والذي يعرف زياش كما يعرف أصابع يده. النقطة الصفر في الجاهزية يوجد عندها زياش، ويوجد عندها أيضا نصير مزراوي الذي ظن أن انتقاله من أياكس للبايرن سيمنحه فرصة التباري في مستويات عليا، لكن صدمته كانت كبيرة، وهو يجد أن الفرنسي بينجمان بافار أقفل الرواق الأيمن بالشمع الأحمر، فلم يحصل عند افتتاح موسم البوندسليغا، سوى على حفنة دقائق في مباراة السداسية أمام إنتراخت فرانكفورت. ويستبد بنا القلق من الغياب المتواصل لنايف أكرد صمام الأمان في دفاع الأسود إلى جانب غانم سايس، فبينما ارتقى الشاب نايف بفكره ومساره وهو يدخل البرميريليغ التي غادرها العميد سايس صوب البطولة التركية، صادفه للأسف سوء الطالع وهو يصاب مع ناديه الجديد ويست هام بشكل بليغ ويخضع للجراحة، والمؤمل أن يسرع التعافي والعودة للمنافسة للحاق بالمونديال، المونديال الذي كان حلما وتبخر بالنسبة للرائع طارق تيسودالي الذي ابتلعه قطع في الرباط الصليبي، فابتعد كرها عن الملاعب لغاية السنة القادمة. ومع وجود أسود مثل ياسين بونو، أدم ماسينا، سفيان أمرابط، عز الدين أوناحي، أيوب الكعبي، إلياس شاعر، سليم أملاح، جواد يميق وريان مايي بعد عودته من الإصابة في وضع جيد، إذا لا تناقش لغاية اللحظة تنافسيتهم جراء رسميتهم التي يعضون عليها بالنواجد، فإن لاعبين آخرين يتهددهم بنك البدلاء أو هم متذيلون لاختيارات مدربيهم، كما هو الحال بالنسبة ليوسف النصيري الذي قد يفقد في إشبيلية مبارزة الرسمية مع الإسباني رفائيل مير، ومنير الحدادي الذي لا توجد له مساحة في فكر المدرب جولن لوبيتيغي، وأمين حارث المعطل تماما عن التنافسية، وأيمن برقوق الذي لم يغير من حاله شيء، انتقاله من إنتراخت فرانكفورت إلى ماينز الألماني. وعند رسم خريطة بمثل هذه القتامة وهذه التضاريس الوعرة والمتشابكة، ندرك كم سيكون صعبا على الناخب الوطني القادم، وضع النواة الصلبة للفريق الوطني الذي لا توجد لديه فرص استدراكية، سوى الوديتين القادمتين أمام منتخبي الشيلي والبارغواي بإسبانيا شهر شتنبر القادم، على أمل أن تزول الغيوم التي تلبد سماء بعض من أسود الأطلس.