بقلم / محمد الجوكر
انتهت المسابقة العالمية الكبرى بيوم حافل ومثير وتوج منتخب الأرجنتين باللقب محققاً إنجازاً كروياً جديداً هو الثالث في تاريخه، ليغنم المكافأة الأكبر في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، ونحن إذ نكتب عن هذا العرس الكروي العالمي الكبير لابد من الإشارة إلى ما قامت به دولة قطر الشقيقة، إذ أبدعت في تقديم صورة مشرفة ونموذجية للرياضة في المنطقة، بعد أن شهد العالم بأسره على التفوق القطري في استضافة هذا المحفل الذي يقام كل أربع سنوات، فقد استمتعنا بأيام جميلة مضت بسرعة، قدمت خلالها المنتخبات العالمية مستويات فنية راقية واستعرضت فنونها وإمكاناتها وقدراتها، فأبدعت وأمتعت.
لم يكن كأس العالم مجرد بطولة كروية فحسب، بل تظاهرة ثقافية اجتماعية فنية إنسانية اقتصادية سياسية، فالتهنئة لدولة قطر بهذا الإنجاز الكبير ونبارك لهم عيدهم الوطني، مع الأمنيات أن تستمر في تحقيق الإنجازات وإقامة البطولات والمناسبات والأحداث الرياضية الكبرى، فبرغم العراقيل والهجمات والانتقادات المغرضة التي تعرضت لها من بعض الدول الأوروبية، إلا أنها نجحت وأبدعت في تقديم الصورة المثالية، لتؤكد على قدرتها في استضافة العرس الكبير، فهنيئاً يا أبناء دول الخليج وحق لكم أن تفتخروا بهذا التطور المدهش في المجالات كافة.
ومن المكاسب الكبيرة التي خرجنا بها من مونديال الدوحة التاريخي والاستثنائي تقديم عاداتنا وسلوكنا وثقافتنا وإرثنا وتقاليدنا لنجوم ورموز وجماهير كرة القدم الذين توافدوا من مختلف بقاع العالم، ولا ننسى أن نجدد التحية والشكر لأسود الأطلس، فقد كانوا أبطالاً برغم خسارتهم في المباراة الأخيرة، لكنهم رفعوا سقف الطموح لدى الشارع العربي، وما ظهروا عليه في هذا المونديال إشارة واضحة تؤكد على أن البطولات المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً في كرة القدم العربية والأفريقية والآسيوية بعد أن نستفيد من الدروس والعبر التي حفل بها المونديال، والله من وراء القصد