عن المنتخب المغربية-كتب/ بدر الدين الادريسي
أبى ريال مدريد إلا أن يتحفنا بمعية مانشستر سيتي بعرض كروي ولا في الخيال، وبأمسية كروية هي السحر بعينه، وهي الجواب لكل من يسأل لماذا يا ترى أنتم تموتون حبا في كرة منفوخة بالهواء؟
من هذا السحر تذوقنا الكثير في الدور ثمن النهائي لعصبة أبطال أوروبا، وريال مدريد يقصي بعد مواجهة ملحمية نادي باريسان جيرمان بكل أساطيره، ومن هذا الجمال الفتان تكحلت العيون والريال يلاقي في الدور ربع النهائي بطل النسخة الماضية للأبطال تشيلسي الإنجليزي، ولا حاجة لأذكركم بالسيناريو المستحيل الذي أخرجه الملوك من جرابهم خلال مباراة الإياب بالبرنابيو..
ويوم جاء ريال مدريد لمواجهة مانشستر سيتي، قال البعض أن ما فعله الريال بباريس سان جيرمان وبعده بتشيلسي لا يمكن أن يفعله بفريق يوجد على رأسه الداهية بيب غوارديولا، ومن قالوا هذا الكلام، عذرهم أنهم لا يعرفون الريال
خسر ريال مدريد بملعب الإتحاد بمانشستر برباعية لثلاثة في مباراة مجنونة، وفي مباراة الإياب بدا وكأن الريال جرد من أسطورته، بل وأفرغ من الشحنة الخارقة التي تبطل سحر المنافس..
وزاد اليقين عند الكثيرين بأن الريال مشى بالفعل نحو الإقصاء ورياض محرز يسجل هدفا للسيتي في توقيت صعب، لكن قلة فقط هم من قالوا أن هذا الريال يعيش بسبعة أرواح، ولا أحد يستطيع أن يقيم له مأتما وجنازة وهو حي يرزق.
كان على ريال مدريد أن يسجل هدفين على الأقل ليبقى على قيد الحياة، ومع توالي الدقائق بدا وكأن الأمر، قضي وكأن الليلة ليست ليلة الأساطير، حتى غوارديولا أيقن للحظة أنه أحكم قبضته على الوثاق الملكي، وهذه المرة لن يتركه يتنفس، فسحب من المباراة رياض محرزوكيفن دي بروين، وما سيأتي بعد ذلك، سيعلم غوارديولا أن لا أحد يستطيع أن يبيع جلد الريال بسعر بخس..
في الدقيقة 90 ريال مدريد يسجل هدفه الأول، هدف التعادل بقدم البرازيلي الأعجوبة رودريغو، بعدها يرفع حكم المباراة الرابع اللوحة وعليها 6 دقائق كوقت بدل ضائع، ما كادت تمضي منه دقيقتان حتى عاد رودريغو ليسجل ثاني الأهداف لريال مدريد ويحكم على المباراة بدخول الشوطين الإضافيين، وفي أولهما سيسجل الريال هدفا ثالثا من نقطة الجزاء بواسطة الغوليادور كريم بنزيمة، وسينجح الملكي فيجر السيتي لمستنقع الإقصاء، بأن أجاد تفتيت ما تبقى من دقائق الوقت المضاف..
تنتهي المباراة الأعجوبة بفوز وتأهل ريال مدريد للنهائي الثامن عشر، ليقف بمعية مدربه الخارق كارلو أنشيلوتي على أعتاب اللقب الأوروبي الرابع عشر..
نهاية، قالت المباراة كم نحن محظوظون بحب كرة القدم، وقالت كرة القدم كم هي فخورة بأن يكون لها فريق بشموخ ريال مدريد..