عن صحيفة المنتخب المغربية-بقلم/ بدر الدين الإدريسي
تُقدِّر إفريقيا الجهد الخارق الذي بذلته الكامرون وبعدها كوت ديفوار، لتنظيم كأس إفريقية للأمم من 24 منتخبا، ما يعادل تقريبا نصف دول القارة، بملاعب جرى بناؤها أو تحديثها بموازنات مالية كبيرة جدا، في أزمنة إقتصادية صعبة، بخاصة وأن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بإلحاح من المغرب، رفعت عاليا سقف المطالب وهي تحدِّث التحملات، بغاية الوصول لمستويات مقبولة في استقبال وإيواء النجوم الأفارقة، المبدعون الرئيسيون لحفل القارة، إلا أن إفريقيا تؤمن إيمانا راسخا، في عمومها الغالب، لا في إستثنائها الموضوع على الهامش، أن المغرب سينظم هذه السنة نسخة إستثنائية وفارقة لكأس إفريقيا للأمم.
هي نسخة إستثنائية، لأن ما سيتوافر لها من عناصر النجاح التنظيمي، يجعلها ترتقي إلى المستويات التي تشجع على الإبداع وصناعة الإحتفال الجماعي، فالمغرب سينظم هذه المسابقة القارية بمواصفات عالمية، بمعنى أن كثيرا من العناصر اللوجيستية في التنظيم، توافق المعيار المونديالي أكثر منه المعيار الإفريقي، وهذا أمر سيشعر كل المنتخبات الإفريقية 23 التي ستشارك المنتخب المغربي لحظة الإحتفال وكتابة ملحمة كروية جديدة للقارة، بالراحة الذهنية والنفسية، حيث لم يُترك شيء في التنظيم للصدفة.
وهي نسخة فارقة في تاريخ كأس إفريقيا للأمم، لأنها ستصنع لمونديال القارة زمنا جديدا تكون فيه الجودة المتناهية عنصرا لا يجب التفريط فيه مستقبلا، وتلك مسؤولية ثقيلة سيضعها المغرب على عاتق الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فلا تسمح بعد اليوم أيا كانت الإعتبارات والسياقات وحتى الأعذار المصطنعة، بالرجوع إلى الوراء، والتنازل عن المكتسبات التي ستنالها هذه الكأس وهي تنظم بأبهى وأجمل حلة بالمغرب.
فلماذا إفريقيا هي واثقة فينا لكي نمنحها النسخة الأجمل والأمتع لكأس الحلم والأمل والمستقبل؟
الثقة مصدرها ما يشاهده الأفارقة من المغرب، في إلتزامه الكامل بمسؤوليته التاريخية اتجاه إفريقيا، عنوانا للإرتباط ودليلا على الإلتزام بالمصير المشترك، وتعبيرا عن إرادة النهوض الجماعي بالقارة لكي تسود وتتسيد.
والثقة مصدرها ما يقدمه المغرب لإفريقيا نموذجا حيا لممكنات القارة لتنطلق بأجنحة الحلم والتحدي لكسب رهان العالمية، فما نجح المغرب في تقديمه لوجيستيا من مركبات ومرافق وبنى تحتية بعضها تفوق على بنى تحتية رياضية من القارة العجوز، وما تحصل عليه أسود الأطلس من حظوة تاريخية وهم يكسرون الحاجز المانع لوصول منتخب إفريقي للمربع الذهبي لكأس العالم، كلها أشياء تلهب فكر الأفارقة وتلهمهم، بل وتدلهم على طريق المجد وبلورة النبوغ، فإن فعلها المغرب لما لا تفعله دول إفريقيا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
إفريقيا تثق في المغرب لأنها تدرك ما لديه من فلسفة في قاعدة الإلتزام بالعهود، والكاف تثق في المغرب ليمنحها النسخة الأفضل للمسابقة الأكبر، لأنها واثقة بقوة ما تراكم لديها من تجارب، من أنه يملك الأدوات التي بها يرفع الكان لمستويات عالية من الجودة.
المغرب يشكركم على الثقة..