عن المنتخب المغربية-كتب بدر الدين الادريسي
لست من الذين يجيدون قراءة الفناجين ولا أدعي علم الغيب لأن علمه عند الله ولا أجزم بأن ما سأذهب إليه هنا هو قراءة في كف المستقبل، فذاك شيء أنأى بنفسي عنه، إلا أن ما نسأل عنه بخصوص مستقبل العارضة التقنية للمنتخب الوطني المغربي، وعلى الوجه القبلي مستقبل وحيد خليلودزيتش مع الفريق الوطني، يفرض أن نقدم مشروع إجابة لعموم المغاربة، الذين يجزم كثير منهم على أن وحيد ليس رجل المرحلة المهمة التي يقبل عليها الفريق الوطني وهو يتقدم لموندياله السادس، والمغاربة في ذلك منقسمون إلى طائفتين، طائفة لا ترى جدوى ولا فائدة من بقاء وحيد على رأس العارضة التقنية للأسود، بالنظر إلى أن البوسني لم يفلح في تنزيل مشروع منظومة لعب في 27 مباراة لعبها الأسود، وطائفة أخرى تعزي اقتناعها برحيله للإحتقانات التي تسبب فيها في محيط الفريق الوطني.
لماذا يا ترى نشكك في بقاء وحيد خليلودزيتش مدربا للفريق الوطني خلال مونديال قطر؟
الأمر يعود إلى نوعية الشخصية التي كشف لنا عنها وحيد، وعرفنا جيدا تضاريسها وملامحها، شخصية صدامية مملوءة بالعناد والتنطع، ولا تقبل التنزال تحت الإكراه عما تعتبره مبادئ لا يمكن التفويت فيها لأنها هي عماد الشخصية.
وعندما يقول السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة في مداخلة له أمام أعضاء المكتب المديري، وقد تعمد أن تكون مداخلته متاحة بالصوت والصورة لتصل لمن يهمهم الأمر، وبالطبع في مقدمة كل هؤلاء المدرب والناخب الوطني وحيد خليلودزيتش، عندما يقول رئيس الجالمعة أن وحيد إلى اليوم هو مدرب الفريق الوطني، ولا شيء حدث مما تم الترويج له من انفصال أو انقطاع لخيط المودة والتوافق، ولكنه يردف ذلك بالقول أن اجتماعا حاسما سيجمعه بوحيد بعد عودته من إجازته نهاية شهر رمضان، والمجال مفتوح لسبع قراءات، ثم ينتهي إلى ما هو أهم، إلى ما أرى أن قد يكون القشة التي ستقصم ظهر البعير، عندما يقول أن لا أحد له الحق في أن يغلق باب الفريق الوطني في وجه أي لاعب مغربي يستحق حمل قميص الأسود، تحت أي وازع وتحت أي ذريعة، وإن تعلق الأمر بتجاوزات أو بخلل انضباطي فإن القصاص لا يكون بالعقاب الأبدي.
رئيس الجامعة وزيادة في التوضيح، عرض لكل الأسماء المغضوب عليها والمعاقبة بشكل غير مبرر من الناتخب الوطني خليلودزيتش، وهو بذلك يوجه من جديد رسائل مباشرة لوحيد، فإما أن يقبل بهذا المبدأ وينحني أمامه ولا يبدي حياله أي تنطع وإما أن يذهب لحال سبيله، لأن الجامعة لن تسمح بأي منغصات تعترض طريق تحضير المنتخب الوطني لكأس العالم بالشقيقة قطر، كما لن تسمح بأن يحضر الأسود لمونديالهم التاريخي وهم في شبه إعاقة، وقد حرموا من لاعبين وازنين يمكنهم أن يقدموا الإضافة النوعية تقنيا وتكتيكيا.
ومع الجزم الذي يصل لدرجة القطع والتي لا تحتمل أي مساومة، والذي أبداه رئيس الجامعة في موضوع التغيب اللامبرر للاعبين بعينهم عن الفريق الوطني، فإن وحيد خليلودزيتش الذي لطالما تفاخر أمامنا بأنه لا يلين ولا ينكسر، ولا يبدي أي استعداد للتنازل عن الثوابت في منظومة اشتغاله، سيكون بين أمرين أحلاهما مر، فإما أن يذعن لإرادة رئيس الجامعة وكل المغاربة بإعادة اللاعبين المغضوب عليهم للفريق الوطني (زياش، مزراوي، حمد الله، حارث وغيرهم)، بالطبع إذا ما قضت جاهزيتهم التقنية والبدنية بذلك، ولا يعيش ذات السيناريو الحزين الذي عاشه من قبل مع الجامعتين اليابانية والإيفوارية، عندما أهل الساموراي وبعده فيلة كوت ديفوار ولكنه أقيل بعد ذلك مباشرة، ولم يسعد بحضور كاس العالم، وإما أن يثبت على مواقفه الرافضة لعودة كل هؤلاء الذين شهر بهم بطرق مختلفة، ويضع استقالته على طاولة رئيس الجامعة ويرحل وقد حفظ كبرياءه من كل أذى.
قلت من البداية أنني لا أعلم ما يدور حاليا في رأس وحيد خليلودزيتش، ما تكييفه لكل هذا الذي قاله رئيس الجامعة في اجتماع المكتب المديري وحرص على أن يوصله لكل المغاربة وبخاصة لوحيد، وما موقفه من عودة كل اللاعبين الذين صادر رجوعهم بمبررات باتت مقيتة مع تقادمها.