عن المنتخب المغربية-بقلم/ بدر الدين الادريسي
كان يكفي الجيش الملكي الحصول على النقاط الثلاث من مباراة الكلاسيكو التي جمعته مساء الثلاثاء الأخير بالرجاء الرياضي في الدورة ما قبل الأخيرة، لكي يقبض على اللقب الثالث عشر له في تاريخه، ولكي يصعد مجددا لأعلى منصات التتويج لأول مرة منذ سنة 2008، لولا أنه لم يفلح في الإطاحة بنسور خضر لعبوا للأمانة من أجل البريستيج ومن أجل ترسيخ قيم التنافس الشريف، واكتفى بنقطة التعادل، في وقت نجح فيه الوداد الرياضي وقد خدمته ظروف البرمجة باللعب في ميدانه خلال مباراتين متتاليتين، لكي يحقق فوزين تواليا ودائما بنفس الحصة، ثلاثية لهدف على شباب السوالم وقبلها على أولمبيك آسفي.
وبرغم هذا التعادل السلبي الذي لم يتح للجماهير الرائعة للجيش الإحتفال هناك في المجمع الأميري رفقة لاعبيهم باللقب الذي طال انتظاره، إلا أن الجيش ما زال مصيره بين يديه، ذلك أن الفوز بطنجة على فارس البوغاز الذي حقق أجمل «ريمونطادا» أمنت له البقاء قبل جولة واحدة من نهاية المشوار، سيكون إيذانا بانطلاق احتفالات العساكر باللقب الغالي، حتى لو فاز الوداد على مغرب فاسي يبدو أنه «صيف» مبكرا وهو يحصد ثلاث هزائم متتالية.
لا أحد يجزم بأن الجيش الملكي سيكون في نزهة بطنجة، ولا الوداد سيأمن على نفسه من انتفاضة نمور فاس، لذلك نتوقعها جولة حاسمة ومثيرة سترتبط فيها عاصمة البوغاز والعاصمة العلمية، بحبل من الإثارة سنذهب فيه جيئة وذهابا، لنرقب أي الهلالين سيطلع من مساء الجمعة، ليشع نور الفرح على أحد الفريقين.
وقد كنا نتوقع أن تكون الدورة الأخيرة هي الحاسمة في مصير الناديين النازليين للقسم الثاني، على غرار ما فعلته بالسباق نحو اللقب، لولا أن الدفاع الجديدي وأولمبيك خريبكة حفرا بيديهما النفق الذي ينزل بهما لدرك القسم الثاني، عندما تعادل الدفاع الجديدي بميدانه أمام النهضة البركانية، وعندما سقط أولمبيك خريبكة بآسفي، ومع اشتداد الحزن وحرقة الآهات في الجديدة وخريبكة، فإن الفريقين معا تنطبق عليهما مقولة «على نفسها جنت براقش»، وما ظلم الدفاع وأولمبيك أحد ولكن ظلما نفسيهما، وما يجدر بأي منهما أن يعيب زمانه، لأن العيب في مقاربتهما وفي تدبيرهما لموسم لم يعذر فيه من أنذر مرة ومرتين.
ومع سوداوية المآل لكل من فارس الفوسفاط وفارس دكالة، يسجل الموسم الذي سيختتم يوم غد الجمعة، واحدة من القصص المبهرة لكرة القدم، واقعة معاشة، تقول بل وتكرر على مسامعنا أن لا مستحيل في كرة القدم، ومن قهر هذا المستحيل بشكل مثير للإعجاب هو فريق اتحاد طنجة، الذي لم يكن قد جمع خلال 16 دورة من البطولة الإحترافية سوى نقطتين من تعادلين، قبل أن يشرع في رسم العودة الخرافية، والتي ستمنحه 27 نقطة في 13 مباراة، أي أنه أضاع في هذا الكم الكبير من المباريات 12 نقطة فقط، وهو رصيد يجعل من فارس البوغاز ثالث أفضل فريق في مرحلة إياب البطولة الإحترافية الأولى، بعد الجيش الملكي والوداد الرياضي.
بالقطع يهنأ اتحاد طنجة على هذه «الريمونطادا» التاريخية التي يعود فيها الفضل أولا لجمهور ما يئس ولا ابتأس برغم ضحالة الرصيد في 16 مباراة، ويحسب فيها للمكتب المسير ثانيا، أنه نجح في التعاقد مع هلال الطير إطارا تقنيا وحاملا لمشعل الأمل زمع لاعبين مخضرمين، إنما جاؤوا لطنجة للإنتقام ممن وصفوهم بالعواجيز، إلا أن الفريق إذا لم يتعظ، إذا لم يقرأ خطوط الطول والعرض في جغرافية المستحيل، إذا سمح لنفسه بأن يلدغ من نفس الجحر مرتين، فحتما لن تسلم جرته مرة أخرى، وسيلقى مصير الدفاع الجديدي وأولمبيك خريبكة، وغيرهما من الأندية التي لم تحسن إلتقاط الإشارة