SME-بقلم/ محمد الجوكر
ستصبح المغرب ثاني دولة أفريقية، وثاني دولة عربية تستضيف كأس العالم لكرة القدم، بعد نجاح تجربتها في تنظيم مونديال للأندية، بعد انسحاب منافسيه، على شرف احتضان نسختي 2013 و2014 فهي تستحق بكل جدارة،
المغرب لم ينجح في 4 محاولات لاستضافة كأس العالم للمنتخبات، آخرها مونديال 2010، الذي كان من نصيب جنوب أفريقيا، وكانت رغبة الأشقاء المغاربة واضحة، وكان طلبهم مستوفياً الشروط، قبل انتهاء المهلة النهائية، وكنا في الإمارات دوما داعمين للأشقاء.
وقصتهم مع كأس العالم قديمة، ولها حكايات تطول، ومن منطلق وطني عربي كنت حريصاً على حضور معظم اجتماعات وزراء الشباب العرب، التي كانت تسعى دائماً للوقوف خلف طلب المغرب، واعتبرناها قضيتنا العربية الكروية، وتأييد طلبهم لتنظيم المونديال من أيام المرحوم وزير الشباب والرياضة المغربي عبد اللطيف السملالي، وكان من حقهم علينا أن نتبنى هذه القضية، التي أصبحت موضع اهتمام قادة الرياضة العرب، وكان من حقهم أن يفوزوا بتنظيم كأس العالم، لأنهم يملكون إمكانات ومقومات الاستضافة وينلكون فريقا كرويا ذهبيا نفتخر بما قدموه في مونديال الدوحة الاخير وها هي المغرب اليوم تعود لتكون ثاني دولة عربية تنال شرف الاستضافة بعد تألق قطر.
وكان المغرب على مشارف تنظيم مونديال 94، إلا أن الأصوات ذهبت للولايات المتحدة كونها أقوى دولة بالعالم، وكان بإمكان المغرب الفوز بتنظيم مونديال 98، ولكن في التصويت النهائي فازت فرنسا بفارق صوتين فقط، ولهذا فمن المنطقي أن تذهب هذه المرة إلى المغرب بعد أن تقدمت مرات عدة، واصطدمت بمؤامرات، تلعبها الدول الغربية، وهكذا كانت التكتلات أحد الأسباب الرئيسية وراء إخفاقنا، كوننا عرباً، في تنظيم الحدث العالمي الكبير.
وهذا الانتصار سيعود بالنفع على الرياضة العربية والأفريقية عامة، فالتوجه الحالي في المغرب دخل منعطفاً جديداً يركز على الرياضة بصورة جديدة، تدعم مسيرة الرياضة المغربية، لأن الرياضة لم تعد مجرد تنافس فقط، والمكاسب من وراء هذا التنظيم عديدة ومتنوعة من كل النواحي السياسية والاقتصادية والسياحية والإعلامية، نحن جميعاً وقفنا وراء التنظيم المغربي، ونجدد هذا الوعد من جديد، من أجل التلاقي والتآخي بين أبناء الوطن العربي، فالرياضة بحاجة إلى تكثيف الجهود الجماعية كي تتجاوز الحدود، في ظل التحولات والمتغيرات، التي فرضتها المصالح في النظام العالمي الجديد، والله من وراء القصد.