عن المنتخب المغربي-بقلم/ بدر الدين الإدريسي
لا يروق لنا الأداء الذي قدمه الفريق الوطني في مباراته أمام منتخب تنزانيا بدار السلام..
وما أهمية ذلك، إذا ما قسناه بالفوز الذي تحقق، بالنقاط الثلاث الأولى التي دخلت الرصيد، فوضعت الأسود في صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن منتخبات زامبيا، النيجر وتنزانيا، برغم أنهم اكتفوا لغاية الآن بمباراة واحد ووحيدة.
وإذا ما جاز لنا أن نبدي التحفظ قبل التخوف على المؤدى التقني والتكتيكي للاعبي الفريق الوطني، لطالما أننا نتطلع لأن يلعب الفريق الوطني من دون أدنى تحفظ بالشخصية القوية التي بات يملكها، فيطبق على المنافسين متى كانوا في المتناول، فإن هناك حاجة من دون تلمس للأعذار، لأن نذكر بالسياقات والظروف التي أحاطت بمباراة دار السلام، والتي تعددت من ظروف مناخية صعبة للغاية (حراراة شبه مرتفعة برغم إجراء المباراة ليلا مع رطوبة بنسب قوية)، إلى أرضية فعلت فيها الأمطار ما فعلت وانضاف لرداءتها أنها استضافت قبل 48 ساعة من مباراة تنزانيا، مباراة بوروندي والغابون، إلى منافس تنزاني بدا له الفوز مجددا على الأسود بعد عشر سنوات مضت على فوزه الأول، بمثابة معجزة كروية، لن تعطيه فقط شرف الإطاحة بمنتخب مونديالي، ولكنها تمنحه صدارة تاريخية للمجموعة الخامسة بالعلامة الكاملة.
هذه الظروف التي لا نظنها إستثنائية، لطالما أننا شاهدنا ما هو أسوأ منها في سفرنا للأدغال، ستنعكس سلبا على الفريق الوطني في تدبيره لهذه المباراة الفخ، لذلك أجزم كمكا الناخب الوطني وليد الرؤكراكي، على أن اللاعبين برغم كل علامات الإستفهام والتعجب، استحقوا التهنئة من المدرب وليد ومنا جميعا، لأن الغاية المبحوث عنها في مقام أول، وفي مباريات مثل هاته هي الفوز بميدان المنافس، وأظنكم تابعتم المعاناة التي استشعرتها بعض المنتخبات الموضوعة في الوعاء الأول من أمثال السينغال، الكاميرون، نيجيريا، وهي تعجز عن تحقيق الفوز خارج الديار.
ولعلكم شاهدتم والفريق الوطني يهدر مبكرا فرصة التقدم في النتيجة منذ الدقيقة الثالثة مع ضياع ضربة الجزاء من قبل الرائع حكيمي، أن أسود الأطلس جربوا اللعب بأسلوبهم القائم على العرضيات والكرات في العمق مع محاولة المرور عبر الأطراف، إلا أن لا شيء ساعدهم على ذلك، من أرضية الملعب، إلى المناخ الثقيل الذي كان يؤثر سلبا على مسار الكرة، فجنحوا للعب البطيء وتجنب فقدان الكرة، إلى أن جاءت التسديدة السحرية لحكيم زياش التي أهدتنا هدفا غير كليا من تضاريس المباراة.
وبرغم أن الأسود سيحصلون من واحدة من الإختراقات الناجحة على هدف ثان بالنيران الصديقة، إلا أن ما حال دون فوزهم بحصة ثقيلة لإظهار البون الشاسع تقنيا وتكتيكيا بينهم وبين التنزانيين، هي نفسها المثبطات الخارجية التي تحدثت عنها، والتي لا يمكن إلا لجاحد أن ينكر تأثيرها القوي على منظومة الأداء.
هي إذا مباراة مسحنا بها من الذاكرة شظايا محرقة حدثت قبل 10 سنوات، وهو فوز افتتحنا به مشوار التصفيات، فكان من نافسنا في مجموعتنا على تحقيق فوز خارج الديار، هو المنتخب التنزاني الذي هزمناه بدار السلام، ولو أنه حقق فوزا على منتخب النيجر الذي لا قدرة له على اللعب بنيامي ففضل استقبال ضيوفه هنا بمراكش، لذلك كان رائعا أن نختتم السنة بهذا الفوز ذي الدلالات الكثيرة، تحسبا لعام آت، قبل أن نعاود خلاله السفر الإفريقي في دروب التصفيات، بحثا عن تأهل ثالث على التوالي لكأس العالم، سيكون علينا أن نتوجه في مستهله لكوت ديفوار، للمشاركة في النسخة 34 لكأس إفريقيا للأمم، التي تضعنا الأرقام والمعادلات والهوية المونديالية في طليعة المتنافسين على لقبها، بل إن جل الخبراء والمحللين يلبسوننا من الآن جلباب البطل.
ما هو مؤكد أننا كما أنهينا هذا العام بالفوز في مباراة رسمية على تنزانيا، سنتطلع مع أسودنا لاستهلال عام 2024 بتحقيق الفوز أيضا على منتخب «الطايفا» في افتتاح مشوار الكان الذي نريده أن يكون فريد هذا الزمان.