كتب/ على الباشا
} الحملة الجائرة التي طالت رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الأسبوع الفائت من قبل وسائل إعلامٍ عراقية، أقل ما يُمكن القول عنها أنّها «قلة ذوق»، باعتبار أنها استهدفت شخصه أكثر من منصبه، وكل ذلك لأن «فيفا» قرر نقل مباراته مع الإمارات إلى الرياض بدلا من بغداد.
طبعا المباراة المذكورة مرّت بسلام، وفاز فيها العراقيون بهدف جدد آمالهم في المنافسة على المركز الثالث بمعية الإمارات، والحمد لله خفّت الحملة المجنونة التي طالت ظلما شخصية آسيوية مرموقة، معروفا عنها الحياد في المواقف التي يستشعر بأنها يُمكن أن تمثِّل ظلما لطرفٍ ما.
} قرار إقامة المباراة المذكورة في بغداد كان واحدا من ضغوطات الاتحاد الآسيوي؛ ولكن نقلها إلى الرياض هو قرار «فيفا» ورئيسه بالذات، والذي يُسيّر من جهاتٍ عالميةٍ نافذة، بدليل قرار استبعاد روسيا من المسابقات الأوروبية ونهائيات كأس العالم 2022، وأمريكا ليست بعيدة عن هكذا قرار.
} الشيخ سلمان بن إبراهيم كان على الدوام متعاطفا مع العراق؛ لرفع الحظر الدولي عن ملاعبه، وهو أمرٌ يعرفه العراقيون قبل غيرهم، وما تصريح وزير الرياضة رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال بهذا الشأن إلّا أكبر دليل على ذلك، وبالتالي فإن ما حصل هو حملة غضبٍ متسرعة.
} قرار النقل جاء من باب «رُب ضارةٍ نافعةٍ» فقد بعث العزيمة في نفوس اللاعبين بعد المستويات المتواضعة، وكان على الاعلام العراقي عدم التسرُّع في حملته «المسعورة»، فالنتائج لا تأتي إلّا على أرضية الملعب، أوليست جماهيره تتغنى دوما «هذا ملعب وذاك ملعب وين ما بتروح نلعب»؟!
} العراقيّون بحاجة إلى الحفاظ على كسب ود أشقائهم في دول الخليج؛ لأنهم ينشدون إقامة «خليجي 25» على أرضهم، وهم موعودون بها؛ سواء في البصرة أو في بغداد، ما دامت جهوزيتهم، وما دامت السياسة والأمان يلعبان دورا مفصليّا، ولجنة «رايح جاي» الخليجية حتما ستستعطف فيفا لرفع الحظر!
} يبقى الشيخ سلمان بن إبراهيم رمزًا بحرينيا نفتخر به؛ ويفخرُ به كل العرب والآسيويين ممن تعاملوا معه حتى قبل أن يصل إلى رئاسة بيت الكرة الآسيوية، عبر لجانها ولجان «فيفا»، وتاليا على رأس القارة والتنفيذي الدولي، والجملة الضارية ما هي إلّا قعقعة، «ويا جبل ما يهزك ريح».