SME-بقلم/ علي الباشا
• كثيرون من محبي النقد والانتقاد في عالمنا الرياضي العربي على اختلافه؛ تراهم يمارسون نقدا لاذعا لكافة الامور الرياضية، وان كانت تلك الأمور في عمومها ايجابية، ولكنهم (الاغلب) ينطلقون من المثل الشائع (مع الخيل ياشقرا)؛ فتتباين اراءهم حتى خلال الساعة الواحدة، يصنع رأيا ويصدقه لوحده؛ وسرعان ما يهب لتكذيبه!
• هذا الواقع ازداد مع انتشار مواقع التواصل الاعلامي على اختلافها (كالنار في الهشيم)، ويدخل في ساحة النقد؛ من له بالاعلام الرياضي ومن ليس له، ومن له بالرياضة ومن هو بعيد عنها، فاليوم صارت الرياضة اكثر وسيلة للحديث حولها، اداريا
وفنيا ومن ليس له بالامور الفنية ينتقد ويحلل خطط اللعب وطرائقها ومستويات اللاعبين.
• لدرجة اننا نظن بان الكل صار مدربا او دخل دورات تدريبية، وهذا ليس اتهاما؛ فلمن اراد عليه ان يرصد مواقع التواصل الاجتماعي الرياضية، والبرامج التحليلية ويستمع لاراء المنظرين، لدرجة انك تشعر بأنهم افضل واكثر خبرة من الفنيين والاداريين المؤهلين؛ هذا فقط لأنهم حصلوا على مساحات يتحدثون فيها او امكنة يكتبون فيها!
• حتى على مستوى اختيار اللاعبين لفرق المنتخبات او الاندية؛ او وضع الطرائق لتحركات اللاعبين، يحشرون انفسهم فيها، ويتساءلون: لماذا اختار هذا اللاعب وترك
ذاك، وكيف له اختيار لاعبين من خارج الدوري المحلي وهو لم يقف على مستويات المحترفين في الخارج، بل يحشرون رؤاهم حتى في ادق تفاصيل المهارات الفردية للاعبين.
• لا نحجر على الآراء مهما تباينت، ولكن نامل الواقعية؛ فليس من العدل ان نجعل من انفسنا فنيين اكثر من المدربين انفسهم، ولا اداريين اكثر من الاداريين اصحاب القرار والاقدر على اتخاذه؛ لان ذلك يثير الشكوك ويعرقل الايجابيات، ونتدخل في امور هي ليست من اختصاصنا، مع اننا نردد دوما لانريد لأحد في شغل المدربين او القرارات الادارية.
• نريد نقدا فنيا او اداريا واقعيا؛ ومن ذوي الاختصاص فعليا وبحيث لا يتم التقليل
من اجتهادات واراء المختصين من اصحاب القرار؛ لأننا نثير زوبعة لا تنتهي، فإذا كانت السفينة لا تسير إلا بربان واحد؛ فكيف لنا ان نيرها بالعشرات من الربابنة المتباينين في الآراء؟ وكل واحد يدعي صحة اتجاهه، انه الغرق بعينه