بقلم: محمد الجوكر
في حياة كل أمة علامات فارقة في تاريخها، ليست مجرد أرقام بقدر ما هي هوية لتاريخ وإنجازات لا تتشابه مع غيرها، فمنذ البداية حرص الراحل القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على تشجيع وتطوير الرياضة، وذلك منذ تولّيه حكم أبوظبي، فقد حرص القائد المؤسس طيب الله ثراه، على تشجيع الرياضة من خلال استقباله بعض الفرق التي كانت تأتي من دبي والشارقة للعب في أبوظبي عام 1968، وكان يحضر بنفسه لمتابعة هذه المباريات، وخاصة أن هذه الفرق جاءت بدعوة شخصية منه، رحمه الله، فكان في تلك الفترة يرسم الخطوات الأولى لقيام دولة الاتحاد، التي لا بد من أن تُقام على أسس قوية تضمن لها الاستمرار ومن ثم تحقيق الرخاء لمواطنيها في غضون سنوات قليلة، وهو ما قد كان وما حدث بالفعل.
وجد المغفور له بإذن الله، أن الإنسان أساس أي نهضة مستقبلية، وفي المقابل لا بد من جعل ملاعب الرياضات وساحاتها قبلة متميزة ومكاناً رحباً يستطيع من خلاله تحقيق المعادلة، فعمد القائد المؤسس إلى تلبية رغبات عشاق الرياضة وإشباع هواياتهم، فكانت الرياضة جزءاً مهماً من تفكيره من اللحظات الأولى لقيام دولة الاتحاد، وكان القائد المؤسس طيب الله ثراه، سباقاً في تبني العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية، ولا سيما في الشأن الرياضي والشبابي.
في عام 1972 ومع قيام الدولة، حرص القائد المؤسس طيب الله ثراه، على استضافة الدولة كل البطولات التي جرت في تلك الفترة على أن تكون تحت رعايته الكريمة، إذ أدى دوراً مهماً في هذا الملف الرياضي وغيرها من القضايا الإنسانية الأخرى، ما جعل من بلادنا اليوم مركزاً رياضياً ومنارة لدعم وتبني المناسبات كافة وليست الرياضية فحسب، وفي عام 1979 أصدر، رحمه الله، قراراً بإنشاء مدينة زايد الرياضية لتكون قبلة للألعاب والرياضات كافة، وهو ما حدث منذ وضع اللبنة الأولى للمدينة، التي أضحت إحدى العلامات البارزة في البنية التحتية للرياضة الإماراتية، كما أنها أصبحت مسرحاً للعديد من البطولات المحلية والإقليمية والعالمية، ولم يقف العطاء الرياضي للقائد المؤسس، طيب الله ثراه، عند هذا الحد، بل كان داعماً لكل أندية الدولة، ولا سيما أنه كان مؤمناً بأن الدعم اللامحدود للعمل الرياضي قادر على رفع اسم الوطن عالياً في المحافل الدولية، رحم الله فخر العرب.