SME-بقلم/ محمد الجوكر
حينما كنا صغاراً، كنا نذهب إلى بعض الملاعب لمشاهدة كرة القدم التي كان يمارسها من هم أكبر منّا سنّاً في ذلك الوقت وبالتحديد مع بداية الستينيات وكبار السن الذين أقصدهم حالياً، الجيل الذي حفر في الصخور حتى وصلت اللعبة إلى ما وصلت إليه من تطور.. وكنت أفضل أن أذهب وأنا طفل صغير إلى ملعب «الثانوية» بديرة التي أصبحت المكان الكائن حالياً أمام مبنى بلدية دبي وهذا الملعب له قصص طويلة عن مسيرة الكرة الإماراتية وكان يشتهر بأنه تقام فيه مباريات الفرق الكبيرة كالوحدة والشباب والنصر وهي فرق الدرجة الأولى، والشيء الذي كان يلفت انتباهي وقتها هو اللون الأحمر المتميز بشعار نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي والذي كان يرتديه بعض اللاعبين القدامى ميسوري الحال، إضافة إلى «فانيلة» أرسنال وليفربول، ففي ذلك الوقت أي قبل أكثر من 40 عاماً كان للأندية البريطانية حضورها ومكانتها وشعبيتها الجارفة بين ممارسي الكرة في بلادنا وكنا نسمع أخبار هذه الفرق عن طريق بعض محبي الكرة الإنجليزية.
وقد لفت انتباهي تحديداً شعار «الشياطين الحمر» الذي يعد واحداً من أعرق أندية العالم ليؤكد مدى عراقة هذا النادي صاحب الأمجاد والبطولات والذي أسس في سنة 1877 ومهما ذكرنا فإننا لا يمكننا أن نفي حق هذه المؤسسة العملاقة التي لا تقدر بالمليارات، فقد طرحت أكثر من 200 مطبوعة محلية ودولية وتناولت بالتفاصيل قصة هذا الصرح التاريخي العالمي الكبير فنادي مانشستر يونايتد واحد من أعظم أندية العالم اليوم وأغلاها ويكفي الكتاب الأخير الخاص عن مسيرة النادي والذي يباع حتى الآن هنا في أسواقنا.
في بداية السبعينيات أحببت النادي الإنجليزي الشهير حينما حصلت على أول هدية وهي «فانيلة» النادي وظلت معي أكثر من 30 سنة ومشاغل الحياة وهمومها أنستني القميص، ولكن اليوم نلاحظ أنظار العالم تتجه نحو الدوري الإنحليزي «بيريميرليغ» الأكثر متابعة وشعبية فالتنافس هناك قوي جداً، وقبل أيام كان نادي أرسنال الذي تربطه علاقة تاريخية بنا أقام معسكره بدبي علماً بأن الفريق لعب مباراتين في سنة 76 مع منتخبنا العسكري ونادي النصر، وجدد زيارته بافتتاح ستاد آل مكتوم بعد استحداثه في سنة 2019.
للدوري الإنجليزي نكهة خاصة لدى محبيه في المنطقة، وتزداد المتابعة بعد انضمام اللاعب المصري عمر مرموش الذي أصبح حديث الإعلام الإنجليزي حينما تألق وسجل أسرع «هاتريك» في الدوري حتى الآن وهو لاعب موهوب نتمنى له النجاح كما هو الحال للنجم العالمي محمد صلاح نقول لأبناء مصر: عَظَمة على عَظَمة!