بقلم/ محمد الجوكر
استوقفتني مشاركة وفد رفيع المستوى من اللجنة العليا للمشاريع والإرث وبطولة كأس قطر 2022 في فعالية أقيمت بمدينة ميامي الأمريكية لنقل تجربة الشقيقة قطر في تنظيم كأس العالم لممثلي أمريكا وكندا والمكسيك، للاستفادة منها في تنظيم كأس العالم بعد ثلاث سنوات بمشاركة 48 منتخباً في 16 مدينة، وهنا أتذكر واقعة تاريخية، ففي عام 1981 كان منتخب الكويت الشقيق يخوض مباراته الأولى أمام نيوزيلاندا في أوكلاند ضمن تصفيات مونديال 1982 بإسبانيا، وبين الشوطين وعندما كان تلفزيون الكويت يجري لقاءً مع الراحل فهد الأحمد، رحمه الله.. تجمع خلفه بعض مشجعي نيوزيلاندا وهم يحملون لافتة كتب عليها: «عودوا إلى جمالكم»، ويومها فاز الأزرق الكويتي 2 – 1، وقهر نيوزيلاندا بملعبها، وواصل الأشقاء انتصاراتهم ليتأهلوا إلى كأس العالم.
وقبل مباراة الإياب أمام نيوزيلاندا في التصفيات ذاتها، أعلن الاتحاد الكويتي آنذاك اختيار الجمل كـ«تعويذة» للأزرق في المونديال، ونزل إلى الملعب عدد كبير من الجمال، وهو نوع من الإثبات بأننا لا نخجل من ماضينا، بل نعتز ونفتخر به أمام النيوزيلانديين، ولم تنتهِ القصة، فعندما وصل منتخب الأشقاء إلى مونديال إسبانيا 1982، كأول فريق خليجي يصل إلى كأس العالم، وقبل بدء المونديال بأسبوعين لاحظ فهد الأحمد، رحمه الله، عدم وجود تغطية إعلامية أجنبية لمنتخب الكويت، وفي أحد الأيام تصادف وجود أحد الصحافيين الفرنسيين في الفندق الذي يقيم به المنتخب، وحاول أخذ تصريح منه، وأجابه بأن منتخب الكويت سينسحب من المونديال بسبب عدم موافقة الجهات المسؤولة في إسبانيا على إحضار «تعويذة» المنتخب «الجمل» إلى مقر المعسكر، في اليوم التالي كان انسحاب الكويت هو حديث جميع وسائل الإعلام في المونديال، وبدأت أعداد كبيرة من الصحافيين التوافد على مقر المنتخب وتغطية تدريباته، ووافقت الجهات الإسبانية على إحضار الجمل، ليكون شعار الأزرق، ويثبت أبناء الخليج أن منطقتنا ليست فقط جمالاً وبترولاً.. وهذا اليوم تعلمت كبرى الدول منا!! والله من وراء القصد.