بقلم/ علي الباشا
مهما تباينت الرؤى حول نقلة الاحتراف الكروية في السعودية؛ فهي تُمثِّل بداية صناعة الإحتراف الحقيقي لكرة القدم التي بدأت قبل أربعة عشر عامًا متدرجة وغير مستعجلة، لتضاهي النسختين القطرية والاماراتية؛ فحوّلت أنظار العالم بعد مونديال الدوحة للمدن السعوديّة وأنديتها.
• والضرب على الصفقات الاحترافية الكبيرة في الأندية السعودية ليست وليدة الساعة؛ فقبل البرازيلي نيمار (2023) والذي يُمثِّل الأفضل بين السحرة حاليًّا، فإن الهلال صاحب الجماهيرية الجارفة والأغنى ماليًّا كان قد استجلب في العام (1978) اللاعب الفذ ريفلينو بعد مونديال الأرجنتين.
• وبالتالي فإن الصفقات الكرويّة الحاليّة التي تختطّها الأندية السعوديّة عبر كريستيانو وماني وتيفيز وبنزيما؛ وغيرهم، كان هُناك من سبقهم لهذه الملاعب، وحيث التخطيط لصناعة كرة القدم منذ ذلك الحين، إذ وجدنا أن خيرة نجوم تونس بعد مونديال الأرجنتين قد حطّوا في الأندية السعودية.
• إن صناعة الرياضة وتحديدًا كرة القدم؛ تبدأ دومًا بالقرارات الحكوميّة القويّة، فمثل هذه الصفقات العالميّة ما كانت لتأتي لو لم يكن هناك دعم قوي، وتوجيهات عليا للشركات (الغنيّة ماليًّا) على اختلاف تخصصاتها، لأن تتبنى دعم الأندية وتخفف من الكاهل المُلقى على الدعم الحكومي.
• حاليًّا صارت الملاعب السعودية وأنديتها تحت نظر المحترفين في أوروبا؛ وبالذات أُولئك أصحاب الخبرة ممن تقدّم بهم العمر ولا يريدوا أن يكونوا حبيسي كنبات الاحتياط ولو لفترات قصيرة ولا تهبط قيمتهم (السوقيّة)؛ وبالتالي ليس هناك أفضل من العروض السعوديّة لوضع خبراتهم فيها.
• ولا يُخفى أن التوجيهات من قبل المسؤولين للتركيز بصورة أكبر في فترة قادمة على استقطاب اللاعبين الشباب من الملاعب الأوروبية؛ وتلك حتمًا ستكون نقلة نوعية إن تمّت؛ وهذا مرهون بالمستويات الفنيّة ومراقبتها دوليًّا ولعلّ التوسع في النقل الفضائي أن يبعث مزيد من الإغراء لللاعبين الشباب.
• رُبما يكون الطقس له تأثيره؛ و الحلول ستكون موجودة في خطوات قادمة للملاعب والركون للبدائل التقنيّة في التبريد كما حصل مع الملاعب القطريّة في المونديال، والسعوديّة سبّاقة في هذا الشأن كما هو الحال في نظام التبريد بالحرم المكي، وحيث سبق ذلك رخام (التاسوس) *لأرضية* الحرم!