عن المنتخب المغربية-بقلم/ بدر الدين الإدريسي
إذا كانت هناك من مفاتيح للنجاح الكبير الذي حققه وليد الركراكي في مونديال قطر، وبه تحول لأسطورة حية في الذاكرة الشعبية، فإن أبرزها على الإطلاق سيطرته الكاملة على مستودع الملابس، بحيث جمع كل أسوده على قلب واحد، فلا تلوث هذا المستودع، ولا تكسرت ستائره ولا خرجت للعلن ما قد يحضر بين وقت وآخر من إنفلاتات.
وتدل التجارب الناجحة للمدربين الذين ألهموا زمنهم، وغدوا لكرة القدم مرجعيات للنجاح، على أن من بين مؤشرات الإلهام في هذه التجارب، أن المدرب توصل سواء بالقبضة الحديدية أو بالقوة الكاريزماتية إلى السيطرة على كل تفاصيل مستودع الملابس، وإلى إطفاء الحرائق وإغلاق بؤر التوتر.
من هذا قدم وليد الركراكي من أول ما تقمص دور الناخب الوطني، الكثير من الأدلة على أنه يتحكم بشكل كبير في مستودع الملابس وفي الفضاءات المغلقة، إلى درجة أن أسود الأطلس في كل هذه الفترة الزمنية التي ستنهي السنة الثانية من وجود وليد على رأس العارضة التقنية للأسود، لم يفرزوا على الملأ أي ردة فعل توحي بوجود أي انفلات من أي نوع، يضاف إلى ذلك أن وليد أبرز الجانب القوي في سيطرته على مستودع الملابس وكل الفضاءات المغلقة، وهو يفرض على لاعبين بعينهم، وفي مقدمتهم حكيم زياش وسفيان بوفال باللعب ضد طبيعتهم، وهو ما كان يعني من جهة أن اللاعبين منخرطون في مشروع وليد، ومن جهة ثانية أن وليد نجح لحد بعيد في ترويض اللاعبين وتسخير أنفسهم لخدمة المجموعة.
إلا أن ما حدث في مباراة زامبيا، والكاميرا تنقل ردة الفعل الغاضبة لكل من حكيم زياش ويوسف النصيري مباشرة بعد أن تم تغييرهما في حدود الدقيقة 63بسفيان رحيمي وأيوب الكعبي، إن وصفه البعض بالحادث المأسوف عليه والمرفوض، فإنه يمثل خروجا مستغربا عن النص، إلا أنه يعتبر مؤشرا يجب أن نقف عنده، لأنه يقول بوجود كسر في علاقة وليد الركراكي بأسوده.
قد لا يكون هذا الذي حدث، حادثا عرضيا أو معزولا، لأننا نشاهد منه الكثير في ملاعب كرة القدم، لاعبون لا يروق لهم أن يتم تغييرهم في توقيتات يشعرون فيها أنهم وصلوا بالكاد للحظة الإلهام، ويعتبرون ذلك مصادرة لإبداعهم، لكن عندما يحدث ذلك داخل الفريق الوطني تحديدا، وهو ما عرف أن بيته محصن ضد هذه الإنزلاقات، فهذا دليل على وجود نوع من الشرخ الذي يزعزع واحدة من رافعات نجاح الفريق الوطني في تحقيق الجيل الجديد من العالمية، بل إنه يسائل المدرب والناخب الوطني عن التفسير الذي سيقدمه لردة الفعل هاته، حتى لو كان كل من زياش والنصيري قد إعتذرا عن فعلتهما.
وأيا كان هذا التفسير للذي حدث، فإنه يستنفر جانب التعاقد المعنوي لوليد مع لاعبيه، مثلما يستنفره الأداء الجماعي للفريق الوطني، والذي لم يعثر حتى الآن على الشكل الذي يرضي الجماهير، الشكل الذي يطابق اللاعبين مع ملكاتهم التقنية الغنية، الشكل الذي يفضي إلى الإقتناع، بأن وليد قطع مسافة مقدرة في طريق خياطة جلباب تكتيكي للفريق الوطني.