بقلم: محمد الجوكر
ذاكرة وطن قضيناها مع الأديب عبدالغفار حسين بإحدى قاعات مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، التي أحسنت التنظيم بصورة احترافية في أمسية رمضانية جميلة، بحضور عدد كبير من الكتاب والأدباء والمثقفين، واستمعنا إلى تجربة غنية لرجل مثقف وغني بالذاكرة عن كتابه الجديد الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، يتطرق فيه إلى ما يحتويه الكتاب من خلال استعراض مئة وخمسين كتاباً استعرضها المؤلف في مختلف المواضيع، بينها ستون كتاباً لمؤلفين من الإمارات، وهي دلالة إيجابية واضحة على تصاعد حركة التأليف والنشر، من بينها كتاب رياضي واحد، وهو ما شعرت به بسعادة بالغة، لأن الحياة الثقافية في أنديتنا لم تكن غائبة كما يحصل اليوم، فكانت لدينا ملتقيات ثقافية «زمان» خلال فترة الستينيات تحديداً لمناقشة قضايا المجتمع والاطلاع على الكتب الثقافية والمجلات الرياضية، التي كانت تصلنا من بعض البلدان العربية القريبة.
ولعل وجود رقم 60 كاتباً مواطناً يشكل تحولاً طيباً في زيادة عدد أبناء البلد الذين دخلوا عالم الكتب والكتابة، فجديد بونبيل «كتب وكتاب ـ قراءات مختارة» الصادر حديثاً عن المؤسسة، وكان لي شرف الحضور كون الحدث يتضمن أحد إصداراتي قبل أربع سنوات «الرياضة في فكر زايد» عن القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كزعيم محب للرياضة ودوره في تشجيع الرياضة وجعلها ركناً من أركان البناء والتعمير في جسم الدولة والمجتمع الحديث، فما أشار إليه عن الكتاب أتوقف عنده، كونه كُتب بقلم خبير ورجل متمرس ومثقف، ويعد من أوائل أبناء الوطن الذين دخلوا هذا المجال الإبداعي، ما يشجعنا ويمنحنا الفرصة لبذل الجهد من أجل تحقيق الأهداف التي نتطلع إليها مع قادتنا للحفاظ على موروثاتنا وكنوز رياضتنا القديمة والبحث عنها وتحويلها إلى إصدارات، لكي نحافظ عليها خوفاً من الاندثار والضياع، كما حصل مع كثير من الأحداث التي تناسيناها، فالرياضة تحرص عليها القيادة، ومن هذا المنطلق نسعى دائماً أن نجتهد لكي نسجل للوطن والمواطن، كل في مجاله.
ولا يكتفي المؤلف باستعراض الكتب أو مراجعتها فقط، بل يضع في مقدمة كل منها نبذة مختصرة مع اسم وصورة مؤلف الكتاب، وصورة الغلاف مع صورة لصفحة الإهداء التي يذيلها المؤلفون بتوقيعهم، والتي تحمل تواريخ مختلفة تُعين القارئ والباحث على معرفة تاريخ نشر الكتاب وأين، وتبدو الصفحة وثيقة جميلة، وقد استغرق عمل الإصدار الجديد عشر سنوات.
جهد كبير يستحق أن نبارك للأستاذ الكبير، والله يعطيك العافية لتكمل بقية إبداعاتك وكتبك الرائعة.. والله من وراء القصد.