بقلم / محمد الجوكر
دعاء الوالدين من أهم ما يربط الإنسان بأسرته وما يحميه ويوفقه.
المشاهد الجميلة التي شاهدناها عبر الشاشات لأمهات نجوم المغرب شدت الانتباه ليس فقط لنا، بل الغرب الذي تفاجأ بما يراه من لقطات لا نراها إلا في المجتمعات الإسلامية المحافظة على القيم، فهذا الحب المتبادل أمر حضنا عليه ديننا الحنيف، وأعجبني النقل التلفزيوني الاحترافي، حيث تابعت الكاميرات أسود الأطلسي وأمهاتهم، ناقلة هذه المشاعر على الهواء، ليتابعها أكثر من مليار من البشر الذين يتابعون كأس العالم لكرة القدم، حيث سمحت اللجنة المحلية المشرفة على سير المباريات بنزول السيدات الفضليات أمهات هؤلاء الأبطال إلى أرضية الملعب، وخصصت لهن أماكن مريحة وخاصة لهن، تسهيلاً لهن في بادرة ولا أروع، وهذا يدل على الاهتمام بكبار السن من منطلق أن الرياضة عموماً والكرة خصوصاً لعبة سامية تعتمد على الجوانب الاجتماعية والإنسانية.
أثارت اللقطات الحلوة للاعبين المغاربة وهم يعانقون أمهاتهم، تأكيداً ورداً على جميل الرعاية والتربية والعناية بهم حتى أصبحوا اليوم أبطالاً هذه المشاهد الحميمية مع العائلة في مجتمعاتنا لفتت انتباه الغرب، فقال أحد الإعلاميين الألمان «لم نعد نرى هذه المشاهد الأسرية في مجتمعاتنا الغربية التي تسودها الأنانية وعقوق الوالدين ورميهما في الملاجئ، فالعائلة وتحفيزها المعنوي وراء انتصارات المنتخب المغربي، أما نحن فوضعنا أكفنا على أفواهنا بشكل مخجل، فخرجنا خاليي الوفاض ومن الباب الضيق هم تعلموا الكرة منا وواصلوا وأصبحوا يتقنونها وتجاوزونا، ونحن يجب أن نتعلم الأخلاق منهم عل وعسى أن نرى يوماً أمهاتنا تعانقننا يوماً ما في المدرجات».
نبارك لأبطال المغرب الذين شرفونا في الملعب ولأسرهم الذين وقفوا من خلفهم في المدرجات، يرفعون أكفهم من أجل أولادهم وهم يمثلون الوطن في محفل عالمي كبير، وحفظ الله الأمهات اللاتي قدمن درساً لنا جميعاً في المشرق والمغرب.. والله من وراء القصد