بقلم: محمد الجوكر
في يونيو من عام 1975، كان يوماً رياضياً رائعاً، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد شاهد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، القائد المؤسس، بطولة الخليج الثانية للسباحة للمسافات الطويلة، التي نظمتها الدولة بإشراف اتحاد السباحة آنذاك، عندما كان يعيش في أفضل حالاته، وأقيم السباق على شاطئ أبوظبي، بمشاركة دول الخليج العربي، وفي هذا الحدث، الذي حضره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان «طيب الله ثراه»، ووزير الشباب والرياضة وقتها، راشد بن حميد، فقد حرص القائد المؤسس، أن يكون في موقع السباق منذ اللحظة الأولى، تمام الثامنة صباحاً، وفور وصول الموكب، ظل «زايد الخير» يتابع السباق حتى نهايته، وبعد انتهائه، قام بتوزيع الجوائز على الفائزين، يومها فازت السعودية بالمركز الأول، وجاءت الإمارات في المركز الثالث، بعد الكويت الوصيف.
ومن المفارقات في هذه البطولة، مشاركة 14 سباحاً، من بينهم سباح من فلسطين، اسمه جمال الزراري، الذي فاز في إحدى المسابقات، حيث كان يدرس في جامعة القاهرة بالسنة الثانية، وهي المدينة التي وُلد مولود بها، فقد حرصت دولتنا أن تعطي الفرصة لأبناء فلسطين للمشاركة، تقديراً لهم، للاستمرار في البطولات، لفتة إنسانية رائعة، وعندما جاء البطل الفلسطيني لحظة مصافحة القائد المؤسس، قال له زايد الخير: «نرجو من الله عز وجل، أن ينصر الأمة العربية، ونحتفل بهذه البطولة على شواطئ فلسطين الحبيبة، وحيا الله فلسطين»، هذه الكلمات التي أطلقها القائد المؤسس، تأكيداً على روحه العربية والقومية، ومواقفه التاريخية الخالدة، ورؤيته العميقة، ويبين لنا مدى اهتمام القائد المؤسس بالحركة الرياضية، والذي كان متابعاً لكل تفاصيلها، مثل هذه البطولة، والتي كانت الأولى التي يشهدها، ولم يكتفِ المغفور له، الشيخ زايد، بمتابعة السباق وحسب، وإنما التقى مع رئيس الاتحاد الدولي للسباحة، صلاح الشاهد، ومع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء الاتحاد العربي والخليجي، الذين حضروا المنافسات، من منطلق حرصه وإيمانه، حيث كان يرى في الرياضة خير وسيلة لبناء الإنسان، حيث أشاد رؤساء الوفود بهذه المواقف، وهذه المساندة التي وجدوها من رجل حكيم، وقائد وزعيم، ظل متابعاً السباق، من منطلق إيمانه بدعم الوجود العربي على أرض الإمارات، وقد خرج الجميع مسرورين وسعداء، لأنها كانت محطة هامة في التجمع العربي على أرض الدولة، في بداية التأسيس.. والله من وراء القصد