بقلم / محمد بن عبدات
لم تكن ليلة البارحه بالنسبة لي في حياتي ليله عاديه وانما كانت ليلة تحقق فيها حلم كان يراودني سنوات طويله كنت اسرح بخيالي فيه واذهب الى بعيد لكي اجد نفسي واقفا امام باب مدرسته ليفتح لي مرحبا وهناك اقدم نفسي له كطالب يحمل في خلده ابداعا وامكانيات اراها لن تظهر الى الافاق الا من باب تلك المدرسه وقائدها وزعيمها سعد بن محمد الرميحي..هكذا كانت احلامي في يوما من الايام ولكن حين ارجع الى الواقع اقول لنفسي انها ضربا من الخيال في ظل بعد المسافات وبدايات مراحل العمر المبكره التي اراها لن تعطيني بارقة امل في الوصول الى ذلك المبتغى ولن تحقق ما اريد فكنت حينها لازلت صغيرا في العمر الا انني كنت اشعر بداخلي حينها اندفاعا قويا نحو هذا الحلم الذي تبدد ربما بعدها مع تغيير عوامل الزمن المختلفه الذي اقفلت فيما بعد الابواب على جناحي الصقر واجبرته عنوة في ان لا يواصل تحليقه وابداعه في سماء رياضتنا واعلامنا العربي. لهذا ولد ذلك انكسارا كبيرا بداخلي فما حصل بدد جل احلامي وافقدني معها لحظات الشوق والمتعه التي كنت اعيشها مع غمرة فرح كبير وانا استقبل الصقر المجلة واغوص منهمكا في كل تفاصيل صفحاتها التي ربما اعيد قراءتها لاكثر من مره حتى اتشبع بكل حرف وكلمه من سطور مواضيعها الاكثر من رائعه.. لذلك نشاء وترعرع معي حب تلك المدرسه منذ نعومة اظافري .ولهذا حين خطرت على بالي فكرة عمل منصة اوجروب يجمع كل نجوم اعلام رياضتنا في الوطن العربي لم يخطر في ذهني حينها غير ان ابحث اولا على رواد مدرسة الصقر وقائدها وربانها سعد بن محمد الرميحي ذلك الرجل الذي تشعر بداخله كل معان الابداع والتواضع والخلق الرفيع ومعهما ثقافة كبيره لايتشبع منها كل من يقراء مفردات كلماته ومايذهب اليه في مقالته ومواضيعه التي يضعها دائما وسط برواز من الذهب .
لذلك كان لقائي به ليلة امبارح لم يكن امرا عاديا كنت اسرح بخيالي في لحظات ذلك اللقاء واقول لنفسي هل هذا واقع وحقيقه ماثله ام انني لازلت اطارد ذلك الحلم الذي كان يراودني منذ مراحل عمري المبكره ..وحين رايت وجوها جميله يكسوها الوقار وتجاعيد مشاق وابدعات الحياة التي ربما لاتظهر على محيا غيرهما.عرفت وايقنت بعدها انني في ليلة عمر وفي حضرة السعد ومدرسته ورفاق دربه الاساتذه فايز عبدالهادي ومجدي زهران ومحمدعاصم وكل من لحق بعدها بركب قطار تلك المدرسه. من عبدالكريم البليخ واشرف مطر وليعذرني ان كان هناك لم اذكر اسمه فكانت لحظات فارقه في حياتي ربما افقدتني التركيز. في ظل ظرفا اخر دربك نوعا ما فكري وكان خارج عن ارادتي حين طراء على واقعي قبل ساعات من ذلك اللقاء الحلم ..الذي تخلله حضور الاستاذ الفاضل والاعلامي السعودي المعروف منصور الخضيري برفقة مجموعه من اساتذة وزملاء من اعلام بلاد الحرمين الشريفين . وهو الشي الذي اضفى علي اجواء المجلس العامر شي من نكهة وعبق ذلك الزمن الجميل ..كنت اريد ان اتفرد اكثر بوجه السعد واستمتع بسويعات ذلك اللقاء ولكن كان الوقت يسرقني والظرف المحيطـ بي لحظتها يؤرقني لهذا اضطررت. ان استاذن للمغادره بعد ان حضنت هذا الحبيب الجميل خلقا وابداعا وقبلته راسه دون شعور تعبيرا بما يكن له قلبي من حب ومشاعر صادقه لايطفوا عليها شي من غبار هذا الزمن ومتقلباته وبعض تجلياته التي نراها اليوم تنبعث من افكار الكثير بعيدا عن القيم والمبادى والتعامل بمصداقيه وخلقا رفيع.
لهذا ودعته وفي القلب غصة فرح وآلم معا على تجمعنا الاقدار من جديد قريبا باذن الله.