SME-بقلم/ محمد الجوكر
قبل أول أعيادنا الوطنية، وتحديداً يوم 30 نوفمبر من سنة 1971، زارتنا سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وجُهز لها مسرح يستوعب خمسة آلاف متفرج في النادي الأهلي بأبوظبي (الوحدة حالياً)، وشاهد الحفل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبعد الحفل، كرّم الفنانة الكبيرة، في مناسبة نتذكرها، تبين مدى حب قادتنا لمصر وأهلها.
الشعب المصري تعوّد أن يجلس بجانب الراديو ليستمع «للست»، حينما تغني كوكب الشرق «أم كلثوم»، التي أصبحت جزءاً من كيان مصر العربي، فحينما زارتنا هنا لقيت احتفالاً غير عادي، واليوم أتذكرها مع احتفالاتنا الوطنية، وتشاء المصادفات الجميلة أن يكون مسرحها في النادي الأهلي في العاصمة، وهو من الفرق التي بدأت وانطلقت وشكلت نواة لفرق أخرى تم دمجها إلى أن وصلت إلى اسم فريق الوحدة الحالي، ونلاحظ كيف يشكل الهاجس العربي القومي لدى رياضيينا فمعظم فرق البدايات كانت تحمل الأسماء العربية التي تدعو للوحدة والاتحاد.
وبعدها بسنتين، زارنا فريق الإسماعيلي المصري في زيارته الثالثة، ولعب في أبوظبي، وتابع اللقاء أيضاً المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبدأت الزيارات وتبادل الفرق التي أسهمت في علاقة متينة بالحبيبة مصر، وهو ما أردت أن أتناوله من الجانب الإنساني المغلف بمبادئ الوفاء والولاء، وما يربطنا من محبة وتقدير لكل المصريين، فنحن نحبهم، والأنظار اليوم مصوبة تجاه مصر لأنها بوابة العمل الإنساني لأهلنا في فلسطين، وأتمنى لها الأمن والأمان والاستقرار، لتعيش مصر عزيزة وقوية، فهي تستحق هذا الدعم، والانتصار في كل المجالات في ظل ظروف غير عادية، تمر بها المنطقة العربية، وبدا واضحاً عمق الانتماء الذي يجري في عروق المصريين، وضربوا به المثل لكل دول العالم، ومن هنا، علمنا القائد الراحل المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن نحب مصر، ونظل أوفياء لها والله وراء القصد.