عن المنتخب المغربية-بقلم/ بدر الدين الإدريسي
لا يجب أن نقلص من مساحات الحلم بأولمبياد إستثنائي لكرة القدم المغربية، يعادل أو يتجاوز ما تحقق قبل 52 سنة بدورة ميونيخ والأسود يعبرون في ثاني مشاركة لهم بالألعاب الأولمبية الدور الأول، لمجرد أن هذا المنتخب الأولمبي يصل إلى باريس وهو مفتقد لأهم دعاماته البشرية، بسبب الحظر الذي فرضته بعض الأندية الأوروبية على أسود مغاربة، مستندة في ذلك على قرار مجحف للفيفا بعدم إدراج المسابقة الأولمبية ضمن رزنامتها السنوية.
ما من شك أن من يغيب من هؤلاء، عناصر وازنة، وصحيح أيضا أن أكثر خط تضرر من هذا الحظر المعلن، هو خط الدفاع الذي يغيب عنه شادي رياض المنضم من بيتيس لكريستال بالاس، والظهير الأيسر لنادي نيس أيوب العمراوي، إلا أن الوقوف طويلا عند حائط الشكوى، لن ينفعنا في شيء، إذ الأولى أن نتفاءل بمن اعتمدوا رسميا سفراء لكرة القدم المغربية، ونخصهم بكامل دعمنا، وكم دلتنا كرة القدم في كثير من بطولاتها، على لاعبين ومنتخبات دخلت إلى معمعة التنافس مغمورة بسبب ما أصابها من غيابات طارئة، وخرجت منها وقد أدهشت الكل بنتائج قلبت التوقعات رأسا على عقب.
وحتى الآن، لو نحن طالعنا ميزان الترشيحات، سنجد أن منتخب الأولمبي المدعوم من المحمدي، حكيمي ورحيمي، يصنف في مجموعته كثاني أفضل المنتخبات بعد الأرجنتين، وأن أغلب الترشيحات تضعه في خانة المتأهلين للدور ربع النهائي بمعية منتخب الطانغو.
وقد أبت القرعة إلا أن تضع منتخبنا الأولمبي من البداية، في مواجهة منتخب الأرجنتين القادم لهذا الأولمبياد بحماس منقطع النظير لإضافة لؤلؤة جديدة للعقد الفريد للكرة الأرجنتينية المتوجة في أقل من عامين بلقبين أحدهما عالمي وثانيهما قاري، والطموح الأكبر هو أن تكتمل الثلاثية التاريخية بإحراز الذهبية الأولمبية، ومهما تكن رغبة وحافز وطموح هذا المنتخب لكتابة تاريخ جديد، فإن المنتخب المغربي، سيحاول أن يصوغ أفضل بداية لمشواره الأولمبي، وأفضل البدايات بالطبع أن يتفادى الهزيمة لأنها تحبط المعنويات وتسعر جحيم الشك.
فكيف يمكن لمنتخبنا الأولمبي أن يروض الطانغو الأرجنتيني؟
بالطبع، هذا الترويض يحتاج أولا لرباطة جأش وثانيا لذكاء جماعي في حدس المواقف والتمتع ثالثا بجرأة كبيرة عند صناعة الجمل الهجومية والحرص كل الحرص رابعا على أن لا يختل التوازن في المهام الدفاعية والهجومية، لطالما أن من يقفون أمام المنتخب الأولمبي، لاعبون تعودوا على الشراسة وعلى إتقان دور المترصد الذي يقتنص الأهداف من وضعيات مستحيلة أحيانا، ومع هذا الطموح الذي سيلعب به أولمبيونا هذا الأربعاء بسانت إيتيان، سيكون الإنجاز التاريخي في حال عدم خسارة المباراة الإفتتاحية، هو أن المغرب سيتفادى لأول مرة الخسارة عند مواجهته أولمبيا لمنتخب لاتيني، بالنظر أنه خسر تواليا أمام البرازيل، باراغواي والشيلي في الدورات الأولمبية، لوس أنجليس 1984، برشلونة 1992 وسيدني 2000.
كل الأمل أن يشهد ملعب جوفري غيشار بسانت إيتيان هذا الأربعاء، وهو الملعب الشاهد على أروع ملحمة خضراء لفريق سانت إيتيان سنة 1976، كتابة الفصل الأول من الإلياذة المغربية في أولمبياد باريس..