عن المنتخب المغربية- كتب/ بدر الدين الادريسي
دعونا نؤجل كل نقد ذاتي، وكل تقريع للنفس، وكل إحصاء للمواجع، فلا نكترث لما تداعى بعد المباراة بكينشاسا من حالات قلق وهوس بل وهواجس ليست كلها جديدة علينا، فهي بلا شك من نبع وحيد خليلودزيتش الذي شربنا منه القلق والإحباط، سامحه الله. لا أتصور أن هناك حاجة لأن نطيل فيما بيننا الرثاء والتشكي وحتى البكاء، على ما ضاع منا في ملعب الشهداء، لطالما أن مباراة مفصلية تنتظرنا هنا بالدار البيضاء، هي ما سنكتب بها صفحة جديدة من تاريخنا المونديالي، فالفوز بها أو حتى التعادل فيها من دون أهداف سيضع منتخبنا الوطني في قائمة سفراء المتعة والإثارة في كأس عالمية، متأكد أنا من أنها ستكون إستثنائية وغير مسبوقة بالشقيقة قطر، ولن أسامح نفسي إذا لم ينضم الأسود لذاك المونديال، وقد غدا قطعة من الخيال. هناك من سيقول، وكيف يمكننا أن نفوز وهلوسات السيد وحيد لا تفارقنا؟ كيف يمكننا أن نكون نحن وليس نقيضنا في مباراة مفصلية لا تقبل حتى بأنصاف الأخطاء، ونحن من نفرط في ارتكاب الأخطاء بخاصة على مستوى التوقع والتدبير؟ لو حاكمنا المنتخب الكونغولي الديموقراطي بمباراته هناك بملعب الشهداء بين جماهيره وفي حضور رئيسه، وسلمنا بأنه بتعادله يكون قد أجهز على كثير من حظوظه في التأهل للمرة الثانية لكأس العالم، وبأنه سيأتي إلى الدار البيضاء مقصوصا الجناح، سنكون قد ارتكبنا في حق أنفسنا أولا قبل المنافس الكونغولي، خطأ فادحا لا شيء على الإطلاق سيبرئ ساحتنا بسببه، لأن الفهود ستأتي لتلعب الكل للكل، ستأتي لأنها تملك حظا حتى لو كان بمقدار ذرة لتدافع عنه، ستأتي لتنبعث من رمادها ولتغطي ما استطاعت على زئير الأسود في عرينهم. بمعزل عن النتيجة، وهي تبدو للعيان إيجابية، لا الفريق الوطني قدم هناك بكينشاسا المباراة المرجعية التي كنا نبحث عنها، ولا منتخب الكونغو الديموقراطي يمكن أن يحاكم بالمستوى الذي لعب به، برغم أنه كان مؤهلا لكي يقتل المباراة في أكثر من مناسبة بتعزيز هدف يوهان ويسا، قبل أن يطرق طارق ذاكرة المباراة ويسجل للتاريخ هدفا من أجمل ما شاهدت عيني في ت. :