SME-بقلم / منال أبو العلا
كثيرًا ما رصعت تيجان ملوك إمبراطوريات العالم القديم بجواهر ثمينة ونادرة، عبرت عن قوة ناعمة سيطرت على سفوح الجبال والبحار والبحيرات الشاسعة، التى استخرجت كنوزها وسخرت ثرواتها الطبيعية، فى اشارة إلى سطوتها وسيطرتها على مملكة عظيمة مترامية الأطراف تتمتع بتنوع ديمغرافي فريد ومتميز.
نعم انها حضارتنا الخضراء التى وضعت أسس نمط الحياة للعالم المعاصر، بعلومها التى أنارت العالم القديم.
وها نحن من جديد نرفع رايتنا الخضراء خفاقة براية التوحيد فى ظل رؤية 2030 التى ستعيد للمملكة مجدها وعظمتها من جديد.
والعظمة تكمن فى “العقول” ، فلم تكتفي مملكتنا العظيمة بنظام الابتعاث الذي أثرى نمط الحياة فى استعادة جزء من حضارتنا القوية، بل تطورت المملكة فى وضع استراتيجيتها الخاصة للنهوض بالكثير من العقول التى حالفها أو لم يحالفها الحظ بفرصة الابتعاث.
وكان التركيز على “الرسالة” التى تطمح المملكة فى بثها عبر الاثير، لتتحول المملكة إلى أيقونة حب وسلام تتمتع بعناصر جذب لا مثيل لها.
لذلك تم تدريب فيما لا يقل عن 137 ألف مواطن للعمل فى القطاع السياحى من خلال برنامج “مستقبلك فى السياحة” خلال عام 2021، وكان الهدف هو تدريب قاعدة من الكوادر البشرية المؤهلة لاستقال أعداد غفيرة من السائحين قد تصل إلى 100 مليون زائر سنويًا ، فى العديد من المشاريع والوجهات السياحية مثل نيوم والسودة ،والبحر الأحمر ،وأمالا ،وبوابة الدرعية، ووسط جدة ، والقدية، حيث تعد هذه المبادرة هي الأعظم فى تحويل المملكة إلى وجهة للسياحة الترفيهية الأولي فى العالم.
الرؤية الثلاثية
حتى ندعم السياحة الدينية التى تجذب ما لا يقل عن 37 مليون حاج ومعتمر سنويًا ، كذلك دعم الاقتصاد المحلي من خلال النهوض بالقطاع الخاص، وتوفير كامل المقومات لجذب الاستثمار الأجنبي ، كان على المملكة التفكير خارج الصندوق، للوصول إلى استثمارات ذكية تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملك سلمان بن عبدالعزيز ووولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، للتحرر من الاعتماد على العوائد النفطية فى سوق متقلب، واكتشاف مقومات المملكة السياحية والترفيهية الجبارة.
فالمملكة لديها موقع جغرافي متميز من سهول وهضاب وجبال شاهقة الارتفاع، ووديان وشواطئ ساحرة، وجزر خلابة تنافس أجمل بقاع العالم، فوجب على الادارة الرشيدة تشجيع المستثمر السعودي فى امتلاك حصص فى المشاريع السياحية، أو حتى دعم المشاريع المتميزة من خلال صندوق التنمية السياحي لتشجيع الاستثمارات السياحية المحلية، وهى المبادرة التى ستحول دفة السفر لمواطني المملكة إلى وجهات السياحة الداخلية بعد توفير جميع مقاومات الترفيه والمتعة.
فالسائح السعودي من أغني السائحين فى العالم الذي يقوم بزيارة مئات الوجهات السياحية الترفيهية سنويًا ، لذلك وجب الاستفادة من مليارات الدولارات التى من شأنها أن تثري العديد من القطاعات المحلية ،وتدفع بالمملكة للدخول إلى عصرها الذهبي لتكون وجهة سفر وسياحة عالمية.
وقد بدأت المملكة بجزر “نيوم” الخلابة ذات الطبيعة الساحرة، والتى وهبها الله بطقس لطيف طوال أيام العام، حيث سيتهافت عليها عشاق السياحة الترفيهية
,وستنافس مدن ومنتجعات جنوب أوروبا السياحية مثل كان وإمارة موناكو فى فرنسا وغيرها، كما ستجذب الصفوة من مالكى المليارات ، فى مبادرة هي الأولي من نوعها للسياحة الترفيهية الذكية التى ستنعش الاقتصاد المحلي للمملكة ، والذي سيعود بمزيدا من النفع والرفاهية لمواطنيها فى ظل الارتقاء بنمط الحياة.
لذلك قام صندوق الاستثمارات العامة السعودي بتخصيص 500 مليار دولار لدعم “نيوم” ،الذي يحظي باستثمار محلي وعالمي ، ويجسد نقطة التقاء القارات الثلاث أوروبا ،وأفريقيا، وآسيا فى مساحة جغرافية لا تقل عن 26,500 كيلومتر مربع.
حيث ينسجم مشروع نيوم مع مشروع تطوير البحر الأحمر الذي انطلاق عام 2017 ،وكان الغرض منه تطوير المشروعات والمنتجعات السياحية المتميزة ،التى تتمتع بالطبيعة الساحرة، وتمتد على شكل أرخبيل عظيم من الجزر يتكون من 90 جزيرة رائعة الجمال، من الجزر الخلابة البكر التى تنافس جزر تايلاند البهاماس، ناهيك عن الصحراء ذات الرمال الناعمة التى تحاكى المياة بنقائها وجمالها وسط الجبال والأخاديد الممتدة بين محافظتي أملج والوجه، كذلك تطوير منطقة البراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة، وتحويلها الى منطقة جاذبة للسياح الأجانب من عشاق رحلات السفاري والتضاريس البركانية.
يتبع………..