SME-بقلم/ محمد الجوكر
خلال زيارتي الأخيرة إلى «قاهرة المعز» قبل أيام، وعلى ضفاف النيل الخالد قادتني صدفة جميلة لمتابعة لقاء الشقيقين الأهلي القاهري والهلال السوداني في دوري أبطال أفريقيا، والتي أقيمت على الأراضي الموريتانية نظراً للظروف الحالية، التي يمر بها السودان الشقيق، والتي نأمل أن تمر بسلام، وتعود الكرة السودانية إلى سابق عهدها، كانت مباراة قوية استمتعنا بها، ونجح فيها الأهلي بتحقيق فوز صعب، ليواصل مشواره في الدفاع عن لقبه.
كرتني هذه المباراة بالأيام الجميلة، التي كانت أنديتنا تستضيف فيها مثل هذه اللقاءات العربية – العربية، من خلال مبادرات أخوية وإنسانية، كانت تهدف في المقام الأول لتوطيد أواصر المحبة والإخاء بين الشعوب العربية، فقد كان للكثير من أنديتنا السبق في مثل هذه المبادرات، من خلال استضافة مثل هذه اللقاءات العربية على أرض الإمارات، وهي كانت إحدى المميزات، التي تنفرد بها أنديتنا، من ضمنها لقاءات كانت تضم نجوم البلدين الشقيقين مصر والسودان في مناسبات مختلفة، من خلال العلاقات المتميزة والمتينة، التي تربط أنديتنا بأشقائها في البلدين، فقد سبق لنادي الوصل تنظيم كأس دبي للتحدي، بمشاركة الزمالك المصري، كما نظم نادي النصر بطولات من أجل مصر، وسبق للعاصمة أبوظبي استضافة كأس السوبر المصري بين الزمالك والأهلي أكثر من مرة، وأندية أخرى مثل المصري وبيراميدز، كما استضافت العاصمة أبوظبي لقاء السوبر السوداني بين الهلال والمريخ، وحققت هذه المبادرات العربية الإنسانية نجاحاً كبيراً على مختلف الصعد.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا توقفت أنديتنا مؤخراً عن مثل هذه المبادرات الإنسانية والمجتمعية، التي كانت تسهم في توطيد أواصر الصداقة والأخوة بين مختلف أنديتنا والأندية العربية، والسبب في اعتقادي يعود إلى تركيز أنديتنا على التنافس المحلي، والسباق المحموم على استقدام المزيد من اللاعبين الأجانب بلا جدوى، فإلى متى يستمر هذا الوضع فهل من إجابة صريحة عن هذه التساؤلات؟ والله من وراء القصد.