بقلم: محمد الجوكر
الإمارات وطن التسامح والنماء، وبصمة خير امتدت لأقاصي الأرض، من دون تمييز بين عِرق ولون، وفي كافة المجالات، كانت دولة الإمارات العربية رائدة، ونجحت في المجال الرياضي أن تثبت للعالم أن بلاد زايد، تحت قيادة المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، هي إحدى النقاط المضيئة على خريطة الرياضة العالمية والإقليمية والعربية.
ويدرك الجميع أن في حياة كل منا نماذج وأمثلة، نعتبرها المثل والقدوة والنبراس الذي ينير طريقنا نحو مستقبل مشرق، لمجتمع نشأنا فيه وترعرعنا، أعطانا الكثير من الدعم والاهتمام والرعاية، وجاء اليوم الذي كان حتماً علينا أن نوفيه حقه، ونرد فيه الجميل. هؤلاء وضعوا نصب أعينهم أن تكون راية دولتهم في مصاف دول العالم المتقدمة، رافعين شعار العطاء بلا حدود، ودون مقابل، المهم هو رفعة شأن شباب الأمة، كل الحاضر، وأمل المستقبل.
مسيرة
وكان المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، رمزاً للوطن، وراعي مسيرتنا، من قادتنا المتميزين، الذين يشار لهم بالبنان، والذين نفخر ونعتز ونتشرف بهم، نظراً لسيرتهم الذاتية العطرة، الزاخرة والحافلة بالإنجازات، التي كانت شاهدة على ما بذلوه من جهد وعطاء وتضحيات، قدموا فيها الغالي والنفيس، وضربوا أروع الأمثلة في خدمة وطنهم، وسعيهم الدؤوب، من أجل رسم مستقبل منير مشرق لبلادهم في مختلف مناحي الحياة، كان، طيب الله ثراه، الراعي الأول للحركة الرياضية بالدولة، والداعم الأساسي للرياضة والرياضيين، وعندما كان المغفور له بإذن الله تعالى، يلتقي بأبنائه اللاعبين، ينصحهم قائلاً: إن البطولات والنتائج ورفع راية الوطن عالياً، لن تتحقق إلا بالمثابرة والتفاني وحب الوطن، وبذل الجهد، وترجمة ما يسخّر من إمكانات على أرض الواقع، وهذا ما تحقق في عهده، منذ توليه رئاسة الدولة عام 2004، حيث كان يؤكد حرصه على مواصلة دعم الرياضة والرياضيين بالدولة، في مختلف الألعاب، لتستمر معها سواعد شباب الإمارات في رفع راية الوطن، في كل محفل بالداخل أو الخارج.
تطور
ولعل فكر المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في الرياضة، كان واضحاً، بأهميتها وتطورها في مختلف الألعاب، وما يتحقق معها من إنجازات وبطولات إقليمية ودولية، أصبحت تعكس للعالم أجمع، جانباً مهماً، وصورة واضحة للتطور والرقي في المجالات الأخرى، مشيراً، طيب الله ثراه، إلى أن اهتمام دولة الإمارات بالرياضة، لا يقل أهمية عن اهتمامها بأي مجال آخر، ولعل لقاءه بأبطال خليجي 21، ومطالبته لهم أن يتخذوا من هذا الإنجاز خطوة أولى في مشوار قادم من الإنجازات، التي تعكس مدى ما وصلت إليه الدولة من تحضر وتطور في مختلف المجالات، وأن يكونوا قدوة ومثالاً لغيرهم من الشباب، بالتحلي بالأخلاق الحميدة، حيث التقى بهم وسط احتفالات لا مثيل لها في تاريخ مشاركاتنا بدورات كأس الخليج العربي لكرة القدم، والتي بدأت منذ عام 72 بالرياض.
إنجازات
لم تقتصر إنجازات الوطن في عهد رمز الوطن، طيب الله ثراه، على مجال محدد، فقد تنوعت على مدار 18 سنة، فترة ولايته المجيدة، ما بين سياسية واقتصادية ورياضية، وغيرها في شتى مجالات الحياة، وشهدت في عهده إنجازاً تاريخياً بكل المقاييس، عندما صعد منتخبنا الأولمبي إلى دورة الألعاب الأولمبية «لندن 2012»، ليثبت للجميع أن أبناء الوطن، كانوا على العهد والوعد دائماً.
وحققت الرياضة الإماراتية، بفضل دعم واهتمام المغفور له، نجاحات كبيرة، ومثلت مكارم سموه السخية لأبناء وطنه الرياضيين، قوة دفع، قادتهم إلى منصات التتويج العالمية، ومكنتهم من تحقيق الإنجازات في مشاركاتهم على المستويات الخليجية والعربية والقارية والدولية، وتنطلق رعايته للرياضة والرياضيين، من قناعة تامة بأن الرياضة أصبحت مقياساً لرقي الأمم وحضارة الشعوب، وبأن الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن.
كما شهدت الرياضة الإماراتية طفرة هائلة، لم تكن لتتحقق لولا الاهتمام الكبير من القيادة السياسية بها، والتي كانت كفيلة بأن تؤدي بمختلف الألعاب، للازدهار والتطور، خاصة بعد الاهتمام الكبير بجيل الناشئين والشباب في مختلف الألعاب، بما يحقق التطور اللازم، في نظرة ثاقبة وبعيدة للمستقبل، سواء على المدى القريب أو البعيد.
دعم
كما حرص المغفور له بإذن الله تعالى، بصفة سنوية، على دعم أبناء الوطن من الرياضيين والمدربين والإداريين، في حفل تكريم أصحاب الإنجازات الرياضية، حفلاً يمثل عيداً للرياضيين في الدولة، ولعل تشريفه حفل افتتاح دورة الخليج العربي السادسة لكرة القدم عام 82، وتتويجه منتخب الكويت في استاد مدينة زايد الرياضية، واحدة من أبرز المحطات الهامة في رياضة الإمارات.
كما تبدلت معالم الشباب والرياضة، في ظل رعاية خليفة بن زايد لأبنائه، عبر إنشاء أحدث الملاعب الرياضية، وزيادة مساحتها، فأصبحت منشآتنا الرياضية مفخرة، كما حرص «طيّب الله ثراه»، على أهمية الإنسان في دوره وتفاعله مع المجتمع، فأصبح يركز على هذا الجانب الأساسي في تكوين الشخصية لكل أبناء وطننا، فكان دائماً يؤكد على بناء الإنسان المواطن الصالح، الذي يخدم أمته ووطنه، وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
مكارم
ولم تتوقف المتابعة والمكارم السخية من المغفور له بإذن الله تعالى، تجاه أبناء الوطن، ولا شك أن فكره في الرياضة، كان له أكبر الأثر، حيث ينبعث عن فكر ثاقب وحكيم، وكيف لا، وهو ابن الزعيم الحكيم «زايد»، طيب الله ثراه، وفي عصر «خليفة»، نجحت الإمارات في تنظيم أكبر الأحداث الرياضية، بفضل اهتمامات ودعم حكيم الأمة لشباب الوطن، وتقديراً لدور الإمارات ومكانتها في دعم الرياضة، يدل على اهتمام القيادة السياسية بمختلف الأنشطة الرياضية، فقد ساهمت شخصية المغفور له بإذن الله تعالى، في تقديم صورة معبّرة لسمعة رياضة الإمارات في أي حدث وموقع رياضي تشارك خلاله بعثاتنا الرياضية، سواء في الدورات الإقليمية أو العربية أو الآسيوية أو الدولية، وغيرها من التظاهرات الرياضية الكبرى، فالمشاركة تأتي من خلال الهدف الذي رسمه لنا المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في إطار حرصه على أهمية أن تبقى الإمارات موجودة في كل التظاهرات الرياضية، بعد أن زادت من رصيد أبنائنا، وأصبحت الرياضة جزءاً مهماً في مفهوم الشعوب.
وختاماً، فإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا شيخنا خليفة لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى، إنا لله وإنا إليه راجعون.. تغمد الله فقيد الوطن والأمة برحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، تعازينا القلبية لشعب الإمارات، وإلى أسرة آل نهيان الكرام، وإلى جميع شيوخنا، وأمتنا العربية والإسلامية.