SME-بقلم/ علي الباشا
• في قمة الرياضة البحرينية مطلع العام المنصرم ٢٠٢٣ والتي مثّلت واحدة من المبادرات الجادة لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة؛ كان موضوع(الاستثمار الرياضي) واحد من المحاور المهمة التي ناقشت في ندوة الريجنسي؛ وبما ان توجيهات سموه بألّا تُترك من غير تفعيل، فإنه من الواجب بعد عام من الندوة ان نذكر بواحد من بنودها وهو ( الاستثمار الرياضي).
• وأنا هنا افتح ملف (الاستثمار في اللاعبين) باعتبار ان المعنى للكلمة (فضفاضا) ويأخذ ابعادا عدة وكلها تهدف لتطوير الرياضة؛ وطالما (شخصيّا) فتحت مثل هذا الملف، ومنه ما عرضته الشهر الجاري لناحية تخصيص الأندية المنتجة للاعبين؛ باعتبار ان هناك اندية فاتحة ذراعيها فقط لاستقطاب ماتنتجه اندية أخرى، و (بثمن بخس) لا يحقق الشيء اليسير مما (تُولّده)، حيث دأبت على تخريج اللاعبين الموهوبين وبامكاناتها المتواضعة.
• مُشكلة بعض الاندية التي تهدف لتحقيق البطولات في فئة (الكبار)؛ لها كثير من الحيل التي تتلاعب بها على الأندية(المنتجة)؛ إن لم يكن من الباب فالاغراء من النافذة، ومن وراء ظهر هذه الاندية؛ لكي تضغط على الأخيرة عبر اللاعبين انفسهم واولياء امورهم، دون مراعاة لأي أخلاقيات ادبية؛ ولذا الأندية المسكينة تدفع ثمن هذا الضغط، لعدم وجود الضوابط المتعلقة بحقوق الرعاية، وهو ما يُسهل لها المرور ولو من ثقب ( الإبرة )!
• وهذا يحدث في الألعاب الجماعية تحديدا، وأيضا لعبة كرة الطاولة؛ وكثيرا ما كانت اندية ضحية لانتقال افضل (مخرجاتها)، دون مراعاة لحقوقها التي تدعمها المقررات الدولية، وتتغاضى عنها مثيلتها المحلية؛ لعدم رغبة المسؤولين في الاخيرة عن وجع الرأس، او حبا في مجاملة اندية على اخرى، وتستفيد من عامل الضغط الذي أشرنا إليه، فتذهب حقوق الرعاية دون أن تنال ما كلفها من مال وجهد وقبل ذلك اكتشاف وتطوير.
• ولذا ليس غريبا ان يدفع نادي دار كليب للكرة
الطائرة الثمن في البطولة العربية الاخيرة؛ بذهابه لادوار الترضية، وهذا نتيجة لعدم استفادته من الاستثمار المحلي في اللاعبين الذين انتجهم، بل استفادت منهم الاندية التي حصلت عليهم بثمن لا يرقى لحق الرعاية الحقيقي؛ ولو كان استثماره فيهم بما يواكب وانتاجيته؛ لتمكن من اضافة لاعبين محترفين حقق بهم فارقا نوعيّا، رغم ان البطولة افتقدت لمشاركة اندية قوية!
• لذا أعود لاطرق باب الهيئة العامة للرياضة لكي تناقش مخرجات الاستثمار الرياضي بما يواكب وجهود الأندية المنتجة للاعبين، وبالذات ان الاستثمار اليوم في اللاعبين هو الظاهرة العالمية التي تُمكنهم من الحصول على الأموال الضخمة التي تُعوض انتاجيتهم، وحيث تنتعش خزائنها بالملايين؛ إلا إذا كنا ننظر للاستثمار نظرة تختلف عما هو لدى العالم المتقدم، او ان المخرجات تعود لتكون حبيسة الادراج التي كان التحذير منها واضحا وجليّا!